أذكرني عندما تجيء في ملكوتك «القوت اليومي

 

 

 

"أي إيمان! لا أرى ماذا نستطيع أن نضيف إلى هذا الايمان. تشكّك الذين رأوا المسيح يقوم من بين الأموات. أمّا هو فآمن بذلك المعلَّق قربه على الخشبة. لقد آمن هو في الوقت الذي فيه تشكّكوا هم.

 

 

أيّة ثمرة جميلة قطفها يسوع عن هذه الحطبة اليابسة؟ لنسمع ما أجابه به الرَّبّ: نعم، أؤكّد لك، ستكون اليوم معي في الفردوس. أنت تضع مهلة، أمّا أنا فأعتبرك الآن من أخصّائي. حين انتقل اللص من جريمته إلى القاضي، ومن القاضي إلى الصَّليب، هل كان ينتظر أنّه سينتقل من الصَّليب إلى الفردوس؟

 

ولهذا وعى ما استحقّه فلم يقل أذكرني لتخلّصني اليوم بل حين تصل إلى ملكوتك، حينئذ أذكرني ولو توجّبت عليّ عذابات إلى ذلك اليوم الذي ستصل فيه إلى ملكوتك. فقال الرَّبّ: لا، أنت دخلت بالقوّة ملكوت السماء وبالعنف، وآمنت فانتصرت انتصارًا رائعًا. اليوم ستكون معي في الفردوس.

 

 

لن أؤخّرك إلى ما بعد. اليوم اليوم أريد لهذا الايمان العظيم ما يتوجّب له. قال اللص: أذكرني عندما تجيء في ملكوتك. هو لم يؤمن فقط أنّه (يسوع) سيقوم بل أنّه سيملك. قال لهذا المعلّق والمسلوخ على الصَّليب والدامي والمشدود على الخشبة: عندما تجيء في ملكوتك. أمّا هم فقالوا: رجوناه. حين وجد اللص الرَّجاء خسره التلميذ".

 

القدّيس أوغسطينس