أحَبُّوا في عَظَمَتِهِ هَوانَهُ «القوت اليومي
حَوَّلَ الماء، كَثَّرَ الخُبْزَ، طَهَّرَ البُرْصَ،
فَتَّحَ العُمْيَ، أسْمَعَ الصُّمَّ، أحْيَا المَوْتى،
فَدَعَوهُ مُخْتَلاًّ، مُجَدِّفاً، بِهِ شَيْطان !
حَسِبوهُ بَعْلَزَبوبَ، خارِقَ السَّبتِ، مُضَلِّلَ الشَّعْب !
ولمّا قَرُبَ زَمَنُ الآلامِ والصَّلْب،
أرادَ أنْ يُظْهِرَ لَهُمْ مَجْدَهُ العَظيمَ على جَبَلٍ عالٍ.
رأوا مَجْدَهُ، لِئلّا يعْثُروا بِتواضُعِهِ،
حتّى يُحِبّوا في عَظَمَتِهِ هَوانَهُ !
لقدْ تَجَلّى أمامَهُم فَشاهَدوا نورَهُ،
لِئَلّا يَأخُذَهُمُ الهَولُ، يَومَ يَلْبَسُ لَوْنَ المَوْت !
بَهَرَهُم بِضِياءِ مَجْدِهِ، فجَذَبَهُم
لِئلّا يَعْثُروا بِعُرْيِهِ على الصَّليب !
إسْتَحْسَنَ أنْ يُرْذَلَ وَيُشَهَّرَ، أنْ يُعَلَّقَ وَيُعَرَّى،
أنْ يَتَحَمَّلَ الآلامَ مُريداً لا مُكْرَهاً :
فَمِنَ الواضِحِ أنَّ مَنْ رَأينا جَبَرُوتَهُ على الجَبَل،
ما كانَ ذا ضُعْفٍ، لمّا صَلَبَهُ شَعْبُهُ !
(نشيد تجلّي الرّب)
مارِ يَعْقوبَ السَّرُوجِيّ (+521)