الإثنين الثالث بعد عيد ارتفاع الصليب «الرسالة
رسالة اليوم (رؤ 7/ 9-17)
رَأَيْتُ فَإِذَا جَمْعٌ غَفِير، مَا كَانَ أَحَدٌ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُحْصِيَهُ، مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ وقَبِيلَةٍ وشَعْبٍ وَلِسَان، واقِفُونَ أَمامَ ٱلعَرْشِ وأَمَامَ ٱلحَمَل، مُوَشَّحُونَ بِٱلحُلَلِ ٱلبَيْضاء، وَبِأَيْدِيهم سَعَفُ ٱلنَّخْل، وهُمْ يَهْتِفُونَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قائِلِين: «أَلخَلاصُ لإِلهِنَا ٱلجَالِسِ عَلَى ٱلعَرْشِ وَلِلْحَمَل!».
وكانَ جَمِيعُ ٱلمَلائِكَةِ واقِفِينَ حَوْلَ ٱلعَرْشِ وٱلشُّيُوخِ وٱلأَحْياءِ ٱلأَرْبَعَة، فَسَقَطُوا عَلى وُجُوهِهِمْ أَمَام ٱلعَرْشِ وَسَجَدُوا للهِ قَائِلِين: «آمِين! أَلبَرَكَةُ وٱلمَجْدُ وٱلحِكْمَةُ وٱلشُّكْرُ وٱلكَرامَةُ وٱلقُوَّةُ وٱلقُدْرَةُ لإِلهِنا إِلى أَبَدِ الآبِدِين. آمين».
فأَجابَ وَاحِدٌ مِنَ ٱلشُّيوخِ وقَالَ لي: «هؤُلاءِ ٱلمُوَشَّحُونَ بِٱلحُلَلِ ٱلبَيْضاء، مَنْ هُمْ؟ ومِنْ أَيْنَ أَتَوا؟».
فقُلْتُ لَهُ: «سَيِّدي، أَنْتَ تَعْلَم!». فَقَالَ لي: «هؤُلاءِ هُمُ ٱلآتُونَ مِنَ ٱلضِّيقِ ٱلشَّدِيد، وقَدْ غَسَلُوا حُلَلَهُمْ وبَيَّضُوها بِدَمِ ٱلحَمَل!
لِذلِكَ هُمْ أَمَامَ عَرْشِ ٱلله، يَعْبُدُونَهُ في هَيْكَلِهِ نَهَارًا ولَيْلاً، وٱلْجَالِسُ عَلَى ٱلعَرْشِ سَيُظَلِّلُهُمْ بِخَيْمَتِهِ، فلا يَجُوعُونَ بَعْدُ، ولا يَعْطَشُونَ بَعْدُ، ولا تَلْفَحُهُمُ ٱلشَّمْسُ ولا شَيْءٌ مِنَ ٱلحَرّ، لأَنَّ ٱلحَمَلَ ٱلَّذي في وَسَطِ ٱلعَرْشِ سَيَرْعَاهُم، ويُورِدُهُمْ إِلى يَنَابِيعِ مِيَاهِ ٱلْحَيَاة، وسَيَمْسَحُ ٱللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِم».