الأربعاء الثامن من زمن العنصرة «الرسالة
رسالة اليوم (رسل 16/ 25-34)
ونَحْوَ مُنْتَصَفِ ٱللَّيْل، كَانَ بُولُسُ وسِيلا يُصَلِّيَان، ويُسَبِّحَانِ ٱلله، وٱلسُّجَناءُ يُصْغُونَ إِلَيْهِما. وحَدَثَ بَغْتَةً زَلزَلَةٌ عَظِيمَة، حتَّى تَزَعْزَعَتْ أَسَاسَاتُ ٱلسِّجْن، وٱنْفَتَحَتْ فَجْأَةً كُلُّ ٱلأَبْوَاب، وٱنْحَلَّتْ قُيُودُ ٱلسُّجَنَاءِ جَمِيعًا.
ولَمَّا ٱسْتَيْقَظَ ٱلسَّجَّانُ، ورأَى أَبْوَابَ ٱلسِّجْنِ مَفْتُوحَة، ٱسْتَلَّ سَيْفَهُ وهَمَّ بِقَتْلِ نَفسِهِ، لِظَنِّهِ أَنَّ ٱلسُّجَنَاءَ قَدْ هَرَبُوا.
فنَادَاهُ بُولُسُ بِصَوْتٍ عَظِيمْ قائِلا: «إِيَّاكَ أَنْ تَفْعَلَ بِنَفْسِكَ شَرًّا، فنَحْنُ جَمِيعُنا هُنا!». فطَلَبَ ٱلسَّجَّانُ ضَوءًا، وٱنْدَفَعَ إِلى ٱلدَّاخِل، وٱرْتَمى مُرتَعِدًا أَمَامَ بُولُسَ وسِيلا.
ثُمَّ خَرَجَ بِهِمَا وقَال: «يَا سَيِّدَيَّ، مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ أَفْعَلَ لأَخْلُص؟». فقالا: « آمِنْ بِٱلرَّبِّ يَسُوعَ فَتَخْلُصَ أَنتَ وأَهلُ بَيتِكَ».
وكَلَّمَاهُ بَكَلِمَةِ ٱلرَّبّ، هُوَ وجَميعَ مَنْ في بَيتِهِ. فأَخَذَهُمَا في تِلْكَ ٱلسَّاعَةِ مِنَ ٱللَّيْل، وغَسَلَ جِراحَهُمَا، وٱعْتَمَدَ لِوَقْتِهِ هُوَ وكُلُّ ذَويه.
ثُمَّ صَعِدَ بِهِمَا إِلى بَيتِهِ، وأَعَدَّ لَهُما ٱلمَائِدَة، وٱبْتَهَجَ هُوَ وجَميعُ أَهلِ بَيْتِهِ، لأَنَّهُ آمَنَ بِٱلله.