الأربعاء الثالث بعد عيد ارتفاع الصليب «الرسالة
رسالة اليوم (رؤ 11/ 1-12)
أُعْطِيتُ قَصَبَةً أَشْبَهَ بِٱلعَصَا، وَقِيلَ لي: «قُمْ وَقِسْ هَيْكَلَ اللهِ وَالمَذْبَح، وَعُدَّ السَّاجِدِينَ فِيه. أَمَّا ٱلدَّارُ ٱلَّتِي في خَارِجِ ٱلهَيْكَلِ فَٱطْرَحْهَا خَارِجًا وَلا تَقِسْهَا، لأَنَّهَا أُعْطِيَتْ لِلأُمَم، وهُم سَيَدُوسُونَ ٱلمَدِينَةَ ٱلمُقَدَّسَةَ ٱثْنَينِ وأَرْبَعِينَ شَهْرًا. وسَأُعْطِي شَاهِدَيَّ فيَتَنَبَّآنِ وهُمَا مُوَشَّحَانِ بِالمِسْح، أَلْفًا ومِئَتَيْنِ وسِتِّينَ يَوْمًا».
فهذَانِ هُمَا ٱلزَّيْتُونَتَانِ وٱلمَنَارَتَانِ ٱلقَائِمَتَانِ أَمَامَ رَبِّ الأَرْض. فَإِنْ شَاءَ أَحَدٌ أَنْ يُؤْذِيَهُمَا، تَخْرُجُ نَارٌ مِنْ فَمِهِمَا فَتَلْتَهِمُ أَعْدَاءَهُمَا. وإِنْ شَاءَ أَحَدٌ أَنْ يُؤْذِيَهُمَا، فَهكذَا يَنْبَغِي أَنْ يُقْتَل.
وهذَانِ لَهُمَا ٱلسُّلْطَانُ أَنْ يَحْبِسَا ٱلسَّماء، حَتَّى لا يَنْزِلَ ٱلمَطَرُ في أَيَّامِ نُبُوءَتِهِمَا. ولَهُمَا سُلْطانٌ على ٱلمِيَاهِ أَنْ يُحَوِّلاهَا إِلى دَم، وأَنْ يَضْرِبَا ٱلأَرْضَ بِكُلِّ ضَرْبَة، كُلَّمَا أَرَادَا.
وَحِينَ يُتِمَّانِ شَهَادَتَهُما، يَشُنُّ ٱلوَحْشُ ٱلطَّالِعُ مِنَ ٱلْهَاوِيَةِ ٱلحَرْبَ عَلَيْهِما، فَيَغْلِبُهُمَا وَيَقْتُلُهُما. وَتَبْقَى جُثَّتَاهُمَا في سَاحَةِ ٱلمَدِينَةِ ٱلعَظِيمَة، ٱلَّتي تُدْعَى عَلى سَبِيلِ ٱلرَّمْزِ سَدُومَ وَمِصْر، حَيْثُ صُلِبَ رَبُّهُما أَيْضًا.
ويَنْظُرُ إِلى جُثَّتَيْهِما أُناسٌ مِن مُخْتَلِفِ ٱلشُّعُوبِ وٱلقَبائِلِ وٱلأَلْسِنَة وٱلأُمَم، مُدَّةَ ثَلاثَةِ أيَّام ونِصْفِ يَوْم، ولا يَدَعُون جُثَّتَهُما تُدْفَنُ في قَبْر.
ويَشْمَتُ بِهِما سُكَّانُ ٱلأَرْض ويَتَهَلَّلُون، ويَتَبَادَلُونَ ٱلهَدَايا، لأَنَّ هذَينِ ٱلنَّبِيَّينِ قَدْ عَذَّبَا سُكَّانَ ٱلأَرْض.
وَبَعْدَ ٱلأَيَّامِ ٱلثَّلاثَةِ ونِصْفِ ٱليَوْم، دَخَلَ فيهِما رُوحُ حَياةٍ مِنَ ٱلله، فَوَقَفا على أَرْجُلِهِما، فَوَقَعَ على ٱلَّذِينَ شاهَدُوهُما خَوْفٌ شَدِيد.
وَسَمِعا صَوتًا عَظِيمًا مِنَ ٱلسَّماءِ يَقُولُ لَهُما: «إِصْعَدا إِلى هُنَا!». فَصَعِدا في ٱلغَمَامَةِ إِلى ٱلسَّمَاء، وشَاهَدَهُما أَعْدَاؤُهُما.