الأحد الثاني بعد عيد الصليب «الرسالة
رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس (15/ 19 - 34)
تدمير الهيكل ونهاية الأزمنة
يا إِخوَتِي، إِنْ كُنَّا نَرْجُو المَسِيحَ في هذِهِ الحَيَاةِ وحَسْبُ، فَنَحْنُ أَشْقَى النَّاسِ أَجْمَعِين!
وَالحَالُ أَنَّ المَسِيحَ قَامَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، وهُوَ بَاكُورَةُ الرَّاقِدِين.
فَبِمَا أَنَّ المَوْتَ كَانَ بِوَاسِطَةِ إِنْسَان، فَبِوَاسِطَةِ إِنْسَانٍ أَيْضًا تَكُونُ قِيَامَةُ الأَمْوَات.
فَكَمَا أَنَّهُ في آدَمَ يَمُوتُ الجمِيع، كَذَلِكَ في المَسِيحِ سيَحْيَا الجَمِيع،
كُلُّ وَاحِدٍ في رُتْبَتِه: المَسِيحُ أَوَّلاً، لأَنَّهُ البَاكُورَة، ثُمَّ الَّذِينَ هُمْ لِلمَسِيح، عِنْدَ مَجِيئِهِ.
وَبَعْدَ ذلِكَ تَكُونُ النِّهَايَة، حِيْنَ يُسَلِّمُ المَسِيحُ المُلْكَ إِلى اللهِ الآب، بَعْدَ أَنْ يَكُونَ قَدْ أَبْطَلَ كُلَّ رِئَاسَةٍ وكُلَّ
سُلْطَانٍ وَقُوَّة،
لأَنَّهُ لا بُدَّ لِلمَسِيحِ أَنْ يَمْلِك، إِلى أَنْ يَجْعَلَ اللهُ جَمِيعَ أَعْدَائِهِ تَحْتَ قَدَمَيه.
وآخِرُ عَدُوٍّ يُبْطَلُ هُوَ المَوْت.
لَقَدْ أَخْضَعَ اللهُ كُلَّ شَيءٍ تَحْتَ قَدَمَيْه. وَحِينَ يَقُولُ الكِتَاب: «أُخْضِعَ لَهُ كُلُّ شَيء»، فَمِنَ الوَاضِحِ أَنَّهُ
يَسْتَثْنِي اللهَ الَّذي أَخْضَعَ لَهُ كُلَّ شَيء.
ومَتَى أُخْضِعَ لِلٱبْنِ كُلُّ شَيء، فَحِينَئِذٍ يَخْضَعُ الٱبْنُ نَفْسُهُ لِلَّذي أَخْضَعَ لَهُ كُلَّ شَيْء، حَتَّى يَكُونَ اللهُ الكُلَّ
في الكُلّ.
وإِلاَّ فَمَاذَا يَفْعَلُ الَّذِينَ يَتَعَمَّدُونَ مِنْ أَجْلِ الأَمْوَات؟ إِنْ كَانَ الأَمْوَاتُ لا يَقُومُونَ أَبَدًا، فَلِمَاذَا يَتَعَمَّدُونَ مِنْ
أَجْلِهِم؟
ونَحْنُ، فَلِمَاذَا نُعَرِّضُ أَنْفُسَنَا كُلَّ سَاعَةٍ لِلخَطَر؟
أُقْسِمُ، أَيُّهَا الإِخْوَة، بِمَا لي مِنْ فَخْرٍ بِكُم في المَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا، أَنِّي أُوَاجِهُ المَوْتَ كُلَّ يَوْم.
إِنْ كُنْتُ صَارَعْتُ الوُحُوشَ في أَفَسُس، لِغَايَةٍ بَشَرِيَّة، فأَيُّ نَفْعٍ لي؟ وإِنْ كَانَ الأَمْوَاتُ لا يَقُومُون، فَلْنَأْكُلْ
وَنَشْرَب، لأَنَّنَا غَدًا سَنَمُوت!
لا تَضِلُّوا! إِنَّ المُعَاشَرَاتِ السَّيِّئَةَ تُفْسِدُ الأَخْلاقَ السَّلِيمَة!
أَيْقِظُوا قُلُوبَكُم بِالتَّقْوَى، ولا تَخْطَأُوا، فَإِنَّ بَعْضًا مِنْكُم يَجْهَلُونَ الله! أَقُولُ هذَا لإِخْجَالِكُم!
البُعد الروحي:
بولس يرجو القيامة والحياة مع المسيح يسوع الحيّ والمحيي إلى الأبد. ويربط بولس قيامة الناس جميعًا بحدث قيامة الربّ يسوع، غير مميّز بين مؤمن وغير مؤمن، رابطـًا جميع الناس بآدم في الموت، وبيسوع في القيامة.
فالنصر الكامل النهائيّ على الموت سيُحرزه المسيح يسوع، آدم الجديد، وبه يتعلّق مصير البشر أجمعين!
ويُبطل المسيح يسوع بموته وقيامته ومجيئه المجيد كلّ رئاسة وسلطان وقوّة، أي جميع القوّات الرّوحيّة المقاومة لله، فيصبح المُلك كلّه للآب وحده، وتتمّ رسالة المسيح الخلاصيّة، ويصبح الله الآب الكلّ في الكلّ!
وجميع الممارسات من تعميد لأجل الأموات، وأخطار الموت، تبقى عقيمة ويائسة وبدون أيّ جدوى لولا اليقين من قيامة الأموات.
فحذارِ أن يُضِلَّ أحدٌ المؤمنين!