الخميس السابع من زمن العنصرة «الإنجيل
إنجيل اليوم (لو10 /25ـ 28)
25 قام عالم بالتّوراة يجرّب يسوع قائلاً : "يا معلّم، ماذا أعمل لأرث الحياة الأبديّة ؟"
26 فقال له : "ماذا كتب في التوراة ؟ كيف تقرأ ؟"
27 فقال:"أحبب الرّبّ إلهك من كلّ قلبك وكلّ نفسك وكلّ قدرتك وكل فكرك، وأحببّ قريبك كنفسك".
28 فقال له يسوع: "بالصواب أجبت . إفعل هذا فتحيا".
أولاً قراءتي للنّصّ.
"عالم بالتوراة" يمتحن يسوع أو يجرّبه، طارحًا عليه السؤال التالي:"يا معلّم، ماذا أعمل لأرث الحياة الأبديّة ؟".
هذا العالم بالتوراة، والفرّيسيّون والصّدّيقيّون، هم جميعًا مطمئنّون إلى عقيدتهم ، ظانّون أنّهم في "الحقّ"، ويعلّمون الآخرين هذا الحقّ .
هناك رأي يقول إنّ الإنسان غير مالك للحقيقة، أي حقيقة؛ إنّه بالأحرى، مفتّش عنها، وفي اتّجاه دائم نحوها؛ وإذا ما اعتبر أحد من الناس نفسه، مالكًا للحقيقة، أوقع نفسه في التعصّب الذي يقوم بالضرورة على الضلال، على الباطل، ويؤدّي بالتالي إلى نتائج وخيمة؛ أين الضلال؟ هو في اعتبار حقيقتي كاملة مع أنّها في الواقع ، ناقصة.
أجاب يسوع هذا "العالم بالتوراة" بسؤال، تاركًا له المجال لكي يجاوب، ويأخذ موقفًا؛ فسأله: "ماذا كُتب بالتوراة ؟ كيف تقرأ هذا المكتوب؟ وبعد أن أصغى إلى جوابه الذي تضمّن، في قول واحد، وصيّة المحبّة العظمى، "والوصيّة الثانية التي تشبهها"، قال له: "بالصواب أجبت"، هذا من الناحية النظريّة، وأضاف: "افعل هذا فتحيا"، وهذا من الناحية العمليّة.
ثانيًا " قراءة رعائيّة "
تحدّث متّى (22 /34ـ40)، ومرقس (12 /28ـ31)، عن أعظم الوصايا؛ أمّا لوقا، فقدّم، في هذا الإطار، مثل السامريّ الصالح الذي يدعو المؤمن لكي يوسّع حلقه التضامن ابعد من الفئة والقبيلة والبلد والدّين؛ وهكذا، السؤال: صاحب الصحّة يتقرّب من المريض، لكي يكون له شرف القيام بخدمته (25ـ37) .
شرح عبارات وكلمات
أ ـ عالم بالتوراة (25) : أحد الكتبة الذين ينسخون الشريعة ويتعلّمونها .
ب ـ يجرّب يسوع (25): يجرّبه ؛ ومع ذلك ، لم يكن بعيدًا عن ملكوت الله (مر 12/34)؛ وأجاب الرّبّ بصواب (لو10/28).
ج ـ فقال له يسوع (26): أجابه يسوع طالبًا منه ألاّ يبقى على مستوى الكلام ، بل أن يتّخذ موقفًا ويصل إلى العمل (28) .
د ـ حول الآية (27) : عالم التوراة نفسه وجد الجواب : محبّة الله (تث6/5)، ومحبّة القريب (لا16/18) بينما يسوع نفسه أعطى الجواب (في متّى 22/37 ؛ ومرقس12/29) .
الأب توما مهّنا