الخميس الرابع عشر من زمن العنصرة «الإنجيل
إنجيل اليوم (لو 16/ 9-12)
9 قال الرّبّ يسوع: "أقول لكم: اصنعوا لكم أصدقاء بالمال الخائن، حتّى، إذا نفد، يقبلكم الأصدقاء في المظالّ الأبديّة.
10 الأمين في القليل أمينٌ في الكثير. والخائن في القليل خائنٌ أيضًا في الكثير.
11 إن لم تكونوا أمناء في المال الخائن، فمن يأتمنكم على الخير الحقيقيّ؟
12 وإن لم تكونوا أمناء في ما ليس لكم، فمن يعيطكم ما هو لكم؟".
أوّلاً قراءتي للنصّ
تسهيلاً لفهم هذا النصّ، نستحضر الحقيقة التالية: الله الخالق هو الذي يعطي الإنسان ما يختصّ بحياته الزمنيّة، والمعبّر عنه بالكلمات المتماثلة التالية: "المال الخائن"، "القليل"، و"ما ليس لكم"؛ وهو الذي يعطي الإنسان ما يختصّ بحياته الأبديّة، والمعبّر عنه بالكلمات المتقابلة مع السابقة، وهي التالية: "الخير الحقيقيّ"، "الكثير"، و"ما هو لكم".
الآية (9)
ما نملكه من خيرات هذه الدنيا، أكان مالاً أو ما يثمّن بمال، هو "خائن"، في ذاته، بمعنى أنّه ينفد، ولا يغطّي بعدنا الروحيّ؛ وهو "خائن" أيضًا، إذا ما أسأنا استعماله في هذه الحياة، فاستعنّا به للقيام بأعمال ظلمٍ للآخرين، أو إذا لم نحسن استعماله، فنبذله في أعمال البرّ، التي نكتسب بها أصدقاء وشفعاء لنا عند الله، بل ونكتسب بها الله بالذات.
مطلوب منّا إذًا، أن نكون أمناء في ما يُعطى لنا في هذه الحياة الزمنيّة، وهو ليس لنا، لأنّنا سوف نفقده عند فقدنا هذه الحياة بالموت، والمعبّر عنه بالألفاظ التالية: "المال الخائن"، و"القليل"، و"ما ليس لنا"، كشرط لا بدّ منه لكي نؤتمن على "الكثير"، وعلى "ما هو لنا"، وعلى "الخير الحقيقيّ" في المظالّ الأبديّة.
جاء في شرح هذا النصّ في "الترجمة اللّيتورجيّة": ليس المال خائنًا، بل نحن خائنون باستعمالنا له، وعدم التخلّي عنه لربح أصدقاء: إنّه عطيّة من الله لكلّ محتاج؛ فالله نفسه يكون مديونًا لمن يسعف فقيرًا بما هو ملك الله وحده.
ثانيًا "قراءة رعائيّة"
الآية (9)
المال، حرفيًّا: مامون، أي ما هو أمين وثابت؛ غير أنّه، في الواقع، غشّاش؛ لكنّه يصبح صديقًا إذا أعطيناه، فيستقبلنا الفقراء على باب الملكوت.
الآية (10)
"الخائن في القليل"، أي مَن أساء الأمانة؛ حرفيًّا: مَن كان لا بارًّا.
الأب توما مهنّا