الخميس التاسع من زمن العنصرة «الإنجيل
إنجيل اليوم (لو١١ /٤٧-٥١)
٤٧ قال الرّبُّ يسوع: "الويل لَكم يا علماء التّوراة! لأنَّكم تبنون قبور الأنبياء، وآباؤكم هم الّذين قتلوهم.
٤٨ فأنتم إذًا شهود! وتوافقون على أعمال آبائكم، لأنّهم هُم قتلوهُم وأنتم تَبنونَ قبورَهُم.
٤٩ ولهذا قالت حكمَةُ الله: أرسل إليهم أنبياء ورسلاً، فيقتلون منهم ويضطهدون،
٥٠ لكي يطلب من هذا الجيل دَمُ جميع الأنبياء، الّذي سفك منذ إنشاء العالم،
٥١ من دم هابيل إلى دمّ زكريّا، الّذي قتل بين المذبح والهيكل. نَعَم، أقول لَكُم، إِنَّهُ سيطلب من هذا الجيل".
قراءتي للنّصّ
الآيتان (٤٧-٤٨)
يتوجّه يسوع بالويل (الخامس) إلى الفرّيسيّين الّذين يبنون قبورًا لأنبياء قتلهم آباؤهم، لأنّهم، بعملهم هذا، يشهدون على أنّ آبائهم قد قتلوهم، وكأنّهم يوافقون على أعمال آبائهم؛ أمّا في متّى (٢٣/ ٢٩- ٣١)، فيقولون: "لو كنّا في أيّام آبائنا، لَما شاركناهم في دم الأنبياء" (٣٠).
أثبت علماء الآثار صحّة هذا التوبيخ، إذ اكتشفوا قبوراً فخمة للأنبياء يعود عهد تشييدها إلى أيّام هيرودس الكبير، أي إلى زمن غير بعيد؛ ولقد ثبت أيضاً أنّهم كانوا سائرين على خطى آبائهم، قتلة المرسلين والأنبياء، رغم إعلانهم عكس ذلك في متّى (٢٣-٣٠)، وقادمين على قتل يسوع.
الآيات (٤٩-٥١)
ويذكّرهم يسوع بأنّ حكمة الله الخلاصيّة قد توقّعت ذلك، وأبقت تصميمها، وتابعت تنفيذه، عبر التاريخ، بإرسال أنبياء ورسل - وتلاميذه من بينهم -، اضطُهِدَ بعضُهُم، وقُتلوا؛ لذلك، ينذرهم يسوع، وينذر الجيل الحاضر، كلّ جيل رافض للإيمان به، بأنّه سيطلب منه دم جميع الأنبياء، الذي سفك، من دم هابيل إلى زكريّا الذي قُتِلَ بين المذبح والهيكل، لأنّ هذا الجيل، الذي يرفض قبول يسوع والإيمان به، والذي سوف يسلمه إلى الموت صلبًا، هو أشرّ، في القتل والتنكّر لحكمة الله الخلاصيّة، من الأجيال السابقة.
مثل هذه المواقف العدائيّة قد وجدت في الكنيسة، وبين أبنائها بالذات، الَّذين انقسموا بين بعضهم البعض، وتباغضوا وتحاربوا حتّى القتل أحياناً (الشهداء ال٣٥٠ تلاميذ مار مارون)؛ وهذا لا يزال يقع بين أفراد محبّين لله ومكرّسين له! المسيحيّة تأمر بالأخوّة التي يجب أن تحلّ محلّ العداوة.
الآيتان (٥٠-٥١)
هابيل أوّل قتيل في أوّل كتب التوراة (تك ٤/٨-١٠)، وزكريّا آخر قتيل في آخرها (٢ أخ ٢٤/٢٠-٢٢)، وما بينهما كلّ جرائم التاريخ، التي سيؤدّي الناس عنها الحساب.
الأب توما مهنّا