الجمعة الثالثة من زمن العنصرة «الإنجيل
إنجيل اليوم (يو16 /25ـ28)
25قال الربّ يسوع:"كلّمتكم بأمثال، وتأتي ساعة لا أكلّمكم فيها بأمثال، بل أخبركم عن الآب علانيّة.
26 في ذلك اليوم تطلبون باسمي، ولا أقول لكم إنّي سأسأل الآب من أجلكم.
27 فالآب نفسه يحبّكم، لأنّكم أحببتموني، وآمنتم أنّي خرجت من لدن الله.
28 نعم، خرجت من لدن الآب وأتيت إلى العالم، والآن أترك العالم وأمضي إلى الآب".
قراءتي للنصّ
يشير يسوع إلى مرحلتين في بناء علاقته مع تلاميذه .
في مرحلة أولى، كان يسوع يكلّم تلاميذه والجموع بالأمثال، بلغة المجاز، لكي يجعلهم يتحمّلون كلامه وبخاصّة الكلام الذي يتناول علاقته بالله الآب، ويفهمهم ما يمكنهم فهمه من المعنى المقصود من كلامه.
وفي مرحلة ثانية، عبّر بقوله:"وتأتي ساعة" (25)، لم يعد يسوع يشعر فيها بحاجة إلى الأمثال، لكي يفهم تلاميذه ما يقصد بكلامه، بل أخذ يكلّمهم ساعتئذٍ مباشرة، ويخبرهم عن الاب علانيّة، وبجلاء؛ وذلك، بعد أن صاروا قادرين على إدراك الصلة الفريدة القائمة بينه وبين الله الآب، وعارفين أنّه خرج من الآب وأتى إلى العالم؛ وسيعرفون أيضًا أنّه سيترك العالم ويمضي (ويعود) إلى الآب.
يتوقّف يسوع عند ما تتميّز به حالة التلاميذ في المرحلة الثانية. إنّها تتميّز بعلاقة محبّة بينهم وبين الله الآب. فالآب نفسه يحبّهم؛ والآب، من تلقاء ذاته، يلبّي طلباتهم لمجرّد كونهم يرفعونها إليه باسم يسوع ؛ وذلك لأنّهم أحبّوا يسوع، وآمنوا بأنّ الآب قد ارسله إلى العالم .
شرح عبارات وكلمات
كلّمتكم بأمثال (25)
في الأناجيل الإزائيّة، آثر يسوع طريقة التعليم بالأمثال، وأكملها لتلاميذه بتفسير هذه الأمثال وشرحها لهم في خلوة؛ امّا في الإنجيل الرابع، فيبدو أنّه، بكلّيّته، "مثلاً" لا يفهم إلاّ على ضوء القيامة وعطيّة الروح القدس (راجع 2/19، 22؛ 12/14، 16؛13/4، 7).
في ذلك اليوم (26)
تبدو هذه العبارة وكأنّها عبارة تردّد وتكرار (راجع 14/20؛16/23).
خرجت من لدن الآب (27)
دلالة إلى سرّ التجسد؛ كان الكلمة عند الله، وصار بشرًا (1/1،14) .
الآية (28)
يجب أنّ نقرأ نصّ هذه الآية كما يلي: خرجت من الآب وجئت إلى العالم، وأترك العالم وأذهب إلى الآب؛ هذا هو تاريخ الخلاص كلّه: بالتجسّد خرج يسوع من حضن الآب، وبالفداء ترك العالم بالموت، وذهب إلى الآب بالقيامة والصعود.
الأب توما مهنّا