الأربعاء الحادي عشر من زمن العنصرة «الإنجيل
إنجيل اليوم ( لو 12 / 32-34)
32 قال الربّ يسوع: "لا تخف، أيُّها القطيع الصّغير، فقد حسن لدى أبيكم أن يعطيكم السّماوات.
33 بيعوا ما تملكون، وتصدّقوا به، واجعلوا لكم أكياسًا لا تبلى، وكنزًا في السّماوات لا ينفد، حيث لا يقترب سارق، ولا يفسد سوس.
34 فحيث يكون كنزكم، هناك يكون أيضًا قلبكم".
أوّلًا قراءتي للنصّ
أحيط يسوع، في غالب الأحيان، أثناء حياته الظاهرة، بالجموع الغفيرة التي كانت تتبعه، وتسمع كلامه، وترى أعماله...، وتتّخذ المواقف المتباينة والمتناقضة أحيانًا منه؛ ولكنّه أحيط، بطريقة خاصّة، بأمّه ومرّبيه، بتلاميذه وبعدد من الّذين كانوا قد آمنوا به، وأخذوا بشخصه، وأحبّوا نهائيًّا البقاء بقربه، والحياة معه، ومرافقته في شتّى الظروف والأحوال؛ قد تكون هذه الفئة من الناس هي المقصودة، بعبارة "القطيع الصغير"؛ ولكنّ هذه العبارة قد أصبحت تدلّ اليوم، على عدد لا يحصى من التلاميذ، ومن الشهداء والقدّيسين، ومن الّذين حسن للّه الآب أن يعطيهم الملكوت.
الآيتان (33- 34)
أعطي لهاتين الآيتين، في "الترجمة اللّيتورجيّة"، العنوان التالي "الكنز في السماء"، يمكن حصر مضمونها في أربعة أفكار رئيسة.
دعوة الربّ لنا، لكي نبيع ما نملك في هذه الدنيا العابرة، لأنّه غير ثابت لنا؛ ودعوته لنا، لكي نتصدّق بالثمن للمحتاجين، لأنّ الفائض عن حاجتنا هو حقّ لهم؛ وتأكيده لنا بأنّنا نكون هكذا، قد بدّلنا ما هنا، وهو غير ثابت، بكنز سماويّ، ثابت إلى الأبد؛ وأخيرًا، بقدر ما ينقص كنزنا هنا ويكبر هناك، بقدر ما ينتقل قلبنا من هنا إلى هناك، لأنّه حيث كنزنا، هناك قلبنا.
ثانيًا "قراءة رعائيّة"
يدعونا الربّ إلى عدم الخوف، لأنّ الله الآب قد شاء أن يعطينا، نحن تلاميذه والمؤمنين به، الملكوت.
مَن يُعطي ويتصدّق يتغلّب على خطر الغنى.
الأب توما مهنّا