الأربعاء الثاني من زمن العنصرة «الإنجيل
إنجيل اليوم ( يو15 /15 ـ 17)
15 قال الرَّبُّ يسوع: "لست أدعوكم بعد عبيدًا، لأنَّ العبد لا يعلم ما يعمل سيِّده، بل دعوتكم أحبّاء، لأنّي أعلمتكم بكلّ ما سمعته من أبي.
16 لم تختاروني أنتم، بل أنا اخترتكم، وأقمتكم لتذهبوا وتحملوا ثمرًا، ويدوم ثمركم، فيعطيكم الآب كلّ ما تطلبونه باسمي.
17 بهذا أوصيكم، أنّ تحبّوا بعضكم بعضًا".
أولًا قراتي للنصّ
يدعو يسوع تلاميذه أحبّاء، ولا يدعوهم عبيدًا؛ لأنَّ على العبد أن يخضع ويطيع من أن يعلم ما يعمله أو ما يهدف إليه سيّده؛ بينما الحبيب، فعليه هو أيضًا أن يخضع ويطيع، ولكن بعد أن يعلم ما يعمله وما يهدف إليه سيّده؛ لقد أعلم يسوع تلاميذه الأحبّاء، ليس فقط بما يقوله ويعمله أمامهم ومعهم، بل بكل ما سمعه من الآب، وما هو في صدد تحقيقه وإتمامه في هذه المرحلة من تجسّده على الآرض، وبما سيكون عليهم متابعته وإكماله بعد عودته إلى الآب.
وكيف لا يدعو يسوع تلاميذه أحبّاء، وقد سبق واختارهم، هو أولاً، وأقامهم شركاء له في مهمَّته الخلاصيّة، وأرسلهم لكي يحملوا إلى العالم ثمر الخلاص عبر الزمان والمكان، ووعدهم بالنجاح وبدوام ثمرهم، بقوة حضوره الدائم معهم، وإرسال الروح القدس لمساندتهم، وبالحصول على كلّ ما يحتاجون عليه في رسالتهم الكنسّية هذه، وما يطلبونه بإسمه، من أبيه السماويّ.
ويختم يسوع كلامه في مثل الكرمة ـ الأغصان بالتوصية التي تختصر كل توصياته، إذ قال لهم:"بهذا أوصيكم ، أن تحبّوا بعضكم بعضًا"(17) غير غافلين عن أنّ مثال هذه المحبّة الأخويّة هو في محبّة الله الآب له وفي محبّته لهم.
ثانيًا "قراءة رعائيّة"
الآية (15) مقابلة بين العبيد (الخدم) الذين ينفذون ما يطلب منهم بدون جدال ، وبين الأحبّاء الذين يعرفون حبّ الآب، ما يجعل عملهم حرّية على مثال عمل الربّ يسوع.
الآية (16) المحبّة تفترض اختيارًا متبادلاً بين واحد وآخر؛ لكن يسوع يشدد هنا، على إنّه هو الذي بدأ واختار تلاميذه.
توجّه إلى كلٍّ منهم قائلاً: اتبعني، فتبعه؛ وبعد أن اختارهم، أقامهم، أي أعطاهم وظيفة ودورًا ومهمّة، وأمّن لهم الوسائل التي يحصلون عليها من لدن الآب بصلاة الطلب باسمه، والتي تكفل لهم النجاح في المهمّة، ودوام هذا النجاح (الثّمر) أي الحياة الأبديّة.
الأب توما مهنّا