الأربعاء الثالث من زمن العنصرة «الإنجيل
إنجيل اليوم (يو 16 /16ـ 19)
16 قال الرّبّ يسوع :"عمّا قليل لن تروني، ثمّ عمّا قليل ترونني".
17 فقال بعض تلاميذه فيما بينهم:"ما هذا الذي يقوله لنا: عمّا قليل لن تروني، ثمّ عمّا قليل ترونني، وأنّي ذاهب إلى الآب؟".
18 وكانوا يقولون :"ما هو هذا القليل الذي يتكلّم عنه ؟ لا نعرف عمّا يتكلّم".
19 وعرف يسوع أنّهم يريدون أن يسألوه، فقال لهم: "هل تتساءلون فيما بينكم عن قولي هذا:عمّا قليل لن ترونني، ثمّ عمّا قليل ترونني؟".
أولاً قراءتي للنصّ
رأينا في الآيتين (12ـ 13) أنَّ يسوع لم يتكلّم مع تلاميذه عن "أمور كثيرة"، تلك التي لم يكن بوسعهم احتمالها وفهمها، وترك ذلك للروح القدس الذي سوف يُعطى لهم فيُمكّنهم من فهمها؛ لكنّه هنا، وفي الفصل نفسه، يعود وينبئهم ببعض هذه الأمور، بموته وقيامته، معبّرًا عن ذلك بالتالي:
"عمّا قليل لن تروني، ثمّ عمّا قليل ترونني"(16)؛ فاستصعب التلاميذ فهم كلامه هذا، وتساءلوا: "ما هذا الذي يقوله لنا "؟، وأضافوا:"لا نعرف عمّا يتكلّم"!
وأكثر ما استصعبه التلاميذ، هو العبارة "عمّا قليل، التي يستعملها الإنجيلي سبع مرّات في هذا النصّ القصير، وتساءلوا:"ما هو هذا القليل"، ولماذا هذه الأهمّيّة ؟
أعار يسوع الإنتباه إلى هذه التساؤلات التي تداولها تلاميذه فيما بينهم، حول المعنى الذي يريد يسوع إيصاله إليهم بالنصّ ككلّ، وبالعبارة:"عمّا قليل"، والذي لم يتمكّنوا من معرفته؛ وقبل أن يتوجّهوا إليه بإلإستفهام، أعلمهم أنّه عارف بتساؤلاتهم ومتفهّم لها، وأنّه راغب في إعطائهم، في الآيات اللاحقة، جوابًا بالأمثال التي قد تقرّب المعنى وتجعله، من ناحية ما، في متناول إدراكهم وفهمهم.
ثانيًا "قراءة رعائية"
الآية (16)
يستعمل الإنجيليّ فعلاً يونانيًّا ليعبّر عن رؤية التلاميذ ليسوع خلال حياته على الأرض، إذا رأوه بعيونهم، ولمسوه بأيديهم (1 يو 1/1)؛ ويستعمل فعلاً يونانيًّا آخر ليعبّر عن رؤية التلاميذ ليسوع بعد قيامته وفي مجده، بشكل لا يقع تحت الحواسّ، ويتيح لهم معرفته معرفة حميمة جدًّا.
شرح عبارات وكلمات
عمّا قليل ( 16...) : يعلن يسوع، بهذه العبارة، عن قرب نهاية عمله على الأرض وعودته إلى الآب.
لا نعرف عمّا يتكلّم (18)
لأنّهم ما زالوا على المستوى البشريّ، ولم يرقوا بعد إلى المستوى الإيمانيّ، كبطرس (في13 /6-36) .
الأب توما مهنّا