الأربعاء الثالث من الصوم الكبير «الإنجيل
إنجيل (متّى 17: 10-13)
10 فَسَأَلَهُ التَّلاميذ قَائِلِين: "إذًا لِماذا يَقولُ الكتَبَةُ إِنَّهُ لا بُدَّ أَن يَأتِيَ إِيلِيَّا أَوَّلاً؟"
11 فأَجابَ وقَال: "أجَل، إِنَّ إِيلِيَّا آتٍ، وسيُصلِحُ كُلَّ شَيء.
12 وأَقولُ لَكُم: "إِنَّ إِيلِيَّا قد أَتى، ولَم يَعرِفُوه، بَل فَعَلُوا بِه كُلَّ ما شاؤُوا. وكَذَلِكَ ابنُ الإِنسَانِ مُزمِعٌ أن يَتَالَّمَ على أيدِيهِم".
13حِينَئِذٍ فَهِمَ التَّلاميذُ أَنَّهُ حَدَّثَهُم عَن يُوحَنَّا المَعمَدَان.
أوّلًا قراءتي للنصّ
أُعطيَ نصّ إنجيل هذا اليوم العنوان التالي "المعمدان هو إيليّا"؛ له نصّ موازٍ في مرقس (9: 11-13).
جاء حول هذا النصّ في "كتاب القراءات":
يربط يسوع مصيره في سابقه يوحنّا، ويربط دور يوحنّا بإيليّا النبيّ، الذي كان علماء التوراة يعلّمون الشعب أنّه عائد ليسبق المسيح ويعدّ الشعب للإيمان به.
بعد أن رأى التلاميذ الثلاثة إيليّا مع موسى على جبل التجلّي (17: 1-9)، سألوا يسوع عن إيليّا الذي كان الكتبة والفرّيسيّون يتوقّعون مجيئه، لكي يحضّر لمجيء المسيح ...، فقال لهم يسوع بأنّ إيليّا قد أتى (عانيًا يوحنّا المعمدان)، ولم يعرفوه، وفعلوا به كما شاءوا! وكذلك هم عازمون على فعل ذلك معي، أنا ابن الإنسان الذي ينتظرون مجيئه.
ثانيًا "قراءة رعائيّة"
تدلّ الآيتان ( 12-13) على أنّ يوحنّا المعمدان هو إيليّا الذي جاء وفق ما قيل في (ملا 3: 23)، فرذله شعبه والعلاماء.
مصير يوحنّا المعمدان صورة مسبقة عن مصير يسوع: دلّ إيليّا على يوحنّا، ويوحنّا على يسوع؛ لذلك قال يسوع: "وكذلك ابن الإنسان مزمع أن يتألّم على أيديهم" (12)، من دون ذكر القيامة.
الأب توما مهنّا