الأربعاء الثالث عشر من زمن العنصرة «الإنجيل
إنجيل اليوم (لو 14/ 7-11)
7 لاحظ يسوع كيف كان المدعوّون يختارون المقاعد الأولى، فقال لهم هذا المثل:
8 "إذا دعاك أحدٌ إلى وليمة عرس، فلا تجلس في المقعد الأوّل، لربّما يكون قد دعا من هو أعظم منك قدرًا،
9 فيأتي الّذي دعاك ودعاه ويقول لك: أعطه مكانك! فحينئذٍ تضطرُّ خجلاً إلى الجلوس في آخر مقعد!
10 ولكن إذا دعيت اجلس في آخر مقعد، حتّى إذا جاء الّذي دعاك يقول لك: يا صديقي، تقدّم إلى أعلى! حينئذٍ يعظم شأنك في عين الجالسين معك.
11 لأنّ كلّ من يرفع نفسه يواضع، ومن يواضع نفسه يرفع".
أوّلاً قراءتي للنصّ
لاحظ يسوع، وهو في بيت أحد رؤساء الفرّيسيّين بدعوة لتناول الطعام، "كيف كان المدعوّون يختارون المقاعد الأولى"، فأعار ذلك اهتمامًا، وأعطى مثلاً عمليًّا في هذا الأمر، واستخلص أمثولة في التواضع، الذي هو اجتماعيًّا، طريقة فطنة في التصرّف، تقي الآخذ بها من التعرّض للخجل والإذلال، وتعلي شأنه في عين الآخرين؛ والذي هو إنسانيًّا، الشرط الذي لا بدّ منه لحصول الإنسان على رفعة وكرامة ثابتة وحقيقيّة.
مضمون المثل: افترضْ أنّك أنت أحد المدعوّين إلى وليمة عرس؛ من الفطنة ألاّ تجلس في المقعد الأوّل، لئلاّ تضطرّ بخجل إلى تركه لآخر من المدعوّين، أكبر منك قدرًا؛ بل أن تجلس في المقعد الأخير، لكي تدعى بكرامة، إلى الانتقال منه إلى المقعد الأعلى؛ وأمثولة هذا المثل: "كلّ من يرفع نفسه يواضع، ومن يواضع نفسه يرفع"، أي رفعة النفس وكرامتها تعطى لمن يواضع نفسه بإرادته ووعيه.
وأعطي لهذا النصّ، في "الترجمة اللّيتورجيّة"، الشرح التالي: كان تصرّفًا خاصًّا حكيمًا من سفر الأمثال (25/ 2-7)، فعمّمه لوقا على لسان الربّ يسوع.
ثانيًا "قراءة رعائيّة"
يبدو المثل ( 8-10)، للوهلة الأولى، وكأنّه يعطينا أمثولة في اللياقة، لكي نرتاح في المجتمع (راجع رسل 25/ 6-7)؛ ولكنّ النصيحة تنتهي في الآية 11، بدعوة إلى التواضع، تتعارض مع اهتمامات رجال الدين اليهود بالمراتب والمقامات.
شرح عبارات وكلمات
المقاعد الأولى (7): هكذا كان يفعل معلّمو الشريعة.
من يرفع نفسه (11): مبدأ أساسيّ يتكرّر في الكتاب المقدّس ( راجع لو 11/ 43؛ 18/ 14؛ 20/ 46؛ متّى 18/ 4؛ 23/ 12؛ يع 4/ 10؛ 1 بط 5/6).
الأب توما مهنّا