السبت الثاني من زمن العنصرة «الإنجيل
إنجيل اليوم (يو 16 /1ـ 4)
1ـ قال الربّ يسوع: "كلّمتكم بهذا لئلا تعثروا.
2ـ سيفصلونكم عن المجمع. بلّ تأتي ساعة يظنّ فيها كلّ من يقتلكم أنّه يؤدّي لله عبادة.
3ـ وسيفعلون هذا بكم، لأنّهم ما عرفوا الآب، ولاعرفوني.
4ـ لكنّي كلّمتكم بهذا، حتّى إذا حانت الساعة تتذكّرون أنّي قلته لكم. ولم أقل لكم هذا منذ البدء لأنّي كنت معكم"
أوّلاً قراءتي للنصّ
أنبأ يسوع تلاميذه عمّا سيلاقونه من ضيق واضطهاد، لكي يتوقّعوا دائمًا ذلك، ويحتاطوا له، فلا يعثروا منه.
حدّد يسوع ضيق التلاميذ بالفصل عن المجمع، أيّ بحرمانهم من عضويّة الجماعة ومن الأدوار المعطاة لهم فيها، ما ينتقص من كرامتهم واحترامهم، ومن المقتضى الماديّ لسدّ حاجات عيشهم؛ إنّها مضايقة اجتماعيّة واقتصاديّة؛ إنّها حرمان من حقوق شخصيّة مرتبطة بالحياة الزمنيّة والاجتماعية؛ وحدّد يسوع اضطهاد التلاميذ بالتعدّي على الحياة، بالقتل وما يسبقه من حبس وتعذيب إهانات وإذلال...
نسب يسوع هذا التصرّف العدائيّ المزدوج ضدّ التلاميذ، لا إلى الإيمان بالله، كما يدّعي المضطهدون، ظانّين أنّهم، بتصرّفهم هذا، يؤدّون لله عبادة، بل بالاحرى، إلى رفضهم لله، وإلى نكرانهم له، ضمنًا، ما عبّر عنه بعدم معرفتهم له (أي يسوع)، وبالتالي للآب الذي أرسله؛ فمثل هذا التصرّف خطيئة وكفر.
ثانيًا "قراءة رعائية"
لئلا تعثروا (1)
أي تشكّوا، لئلا يضعف إيمانكم؛ يمكن للمحبّة أن تبعد المؤمنين عن الربّ و تجعله يسقط؛ بغض العالم للمؤمنين يجعلهم يتساءلون عن حضور الله في كنيسته: أتراه نائمًا؟ مع إنّ حارس إسرائيل (الكنيسة) لا ينعس ولا ينام (مز 121/4).
الآيتان (2،3) وإذ يفصلونكم عن المجمع ويقتلونكم، إنّ رافضي رسل المسيح يعتبرون نفوسهم أنّهم يدافعون عن الدين، وأنّهم في الطريق الصحيح، ويؤدّون لله عبادة؛ ذلك، لأنّهم ما عرفوا يسوع، وما عرفوا الآب الذي أرسله، بل بالأحرى، ما أرادوا أن يعرفوه، فأخطأوا وستبقى خطيئتهم حاضرة لتدينهم.
حتّى إذا حانت الساعة (4)
أي ساعتهم، الساعة التي فيها يضطهدون؛ هذا ما حدث في الواقع بالنسبة إلى جماعة يوحنّا.
الأب توما مهنّا