الخميس الثاني من زمن العنصرة «الإنجيل
إنجيل اليوم ( يو 15/ 18ـ 21)
18 قال الرّبّ يسوع: إن يبغضكم العالم، فاعلموا أنّه أبغضني قبلكم .
19 لو كنتم من العالم، لكان العالم يحبّ ما هو له. ولكن، لأنّكم لستم من العالم، بل أنا اخترتكم من العالم، لذلك يبغضكم العالم.
20 تذكّروا الكلمة التي قلتها لكم: ليس عبد أفضل من سيّده. فإن كانوا قد حفظوا كلمتي فسوف يحفظون كلمتكم أيضًا.
21 غير أنّهم سيفعلون بكم هذا كلّه من أجل اسمي، لأنّهم لا يعرفون الذي أرسلني".
أولاً قراءتي للنصّ
يسترعي يسوع انتباه تلاميذه الذين أقامهم في العالم لكي يتابعوا عمله الخلاصيّ، إلى أن العالم قد يبغضهم، ويقول لهم مشجّعًا إن هذا العالم قد سبق وأبغضه قبلكم؛ لماذا تلاميذ يسوع معرّضون لتلقّي البغض من العالم، لا الحبّ ؟ لأنّهم، بفعل اختيار يسوع لهم، قد بَطِلوا أن يكونوا من العالم، وأصبحوا فيه غرباء.
ثمّ يذكّر يسوع تلاميذه بكلام سابق قاله لهم، منطلقًا فيه من المبدأ التالي: "ليس عبد أعظم من سيّده"، وتناول فيه الموقف الذي اتخّذه العالم منه، والذي سوف يتّخذه، هو عينه، منهم: فكما اضطهد هو، فسوف يضطهدون، هم أيضًا؛ وكما وحيث حُفظت كلمته واحتُرمت، فسوف تُحفظ كلمتهم، وتُحترَم.
ويتوقف يسوع أخيرًا عند موقف العالم هذا، المبغض والمضطهد، ويشرحه بجهل العالم لله الآب، وبرفضه للذي أرسله.
ثانياً:"قراءة ثانيًا "قراءة رعائيّة"
بوجه مشروع الحبّ الذي حققه يسوع للعالم، يقف تيّار البغض السائد في العالم والرافض لهذا المشروع؛ لذلك، حارب العالم يسوع، وسوف يحارب تلاميذه الّذين لن يكون وضعهم فيه، وعلى مداه مختلفًا عن وضع معلّمهم؛ حارب العالم يسوع لأنّه لم يكن منه، وهكذا يحارب العالم تلاميذ يسوع لأنّهم، بعد أن إختارهم يسوع، انفصلوا عنه، أي عن العالم.
ويأتي الإضطهاد نتيجةً للبغض من جهة وعلاقةً لا تخطىء على الأمانة للبشارة؛ حين نكون مثل العالم يحبّنا العالم، وحين نتميّز عن العالم بروح الرّب يبغضنا العالم ويرفضنا؛ فالمطلوب ألاّ نيأس أمام الشدّة، بل علينا أن نتشدّد في أمانتنا للربّ يسوع.
كما سمع ناسٌ كلام يسوع في بشارته، وآمنوا به وتبعوه، كذلك سيسمع ناسٌ كلام الكنيسة، فتنتشر على وسع العالم، ولا يكون مصيرها الفشل؛ وهذا ما يشجّع على متابعة العمل، وعلى جعل ا لله الآب، ويسوع الذي أرسله مخلّصًا، معروفًا ومحبوبًا لدى جميع أصحاب الإرادة الصالحة.
الأب توما مهنّا