يسوع هو حمل الفصح الحقيقي الذي يغوص في نهر خطيئتنا ليطهّرنا «أضواء
تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود من المؤمنين غصت بهم ساحة القديس بطرس ووجه كلمة استهلّها بالقول: مع الاحتفال بمعمودية الرب التي احتفلنا بها يوم الأحد الماضي دخلنا في الزمن الليتورجي الذي ندعوه زمن السنة.
وفي هذا الأحد الثاني من زمن السنة يقدم لنا الإنجيل حدث لقاء يسوع بيوحنا المعمدان على ضفاف نهر الأردن. ويخبرنا عن هذا الحدث، الشاهد العيان، يوحنا الإنجيليّ، الذي وقبل أن يُصبح تلميذًا ليسوع كان تلميذًا للمعمدان مع أخيه يعقوب وسمعان واندراوس، جميعهم من الجليل وجميعهم صيادي سمك. رأى المعمدان يسوع يسير بين الجمع، وبوحي من العُلى، اعترف به بأنه المرسل من الله وأشار إليه قائلاً: " هُوَذا حَمَلُ اللهِ الَّذي يحمِل خَطيئَةَ العالَم" (يو 1، 29).
تابع البابا فرنسيس يقول: لقد أتى يسوع إلى العالم وهو يحمل له رسالة محددة: أن يحرره من عبودية الخطيئة، ويحمل على عاتقه خطايا البشريّة. لكن بأي شكل؟ بواسطة الحب! لأنه ما من طريقة أخرى للانتصار على الشر والخطيئة سوى الحب الذي يدفع المرء لبذل حياته من أجل الآخرين. في شهادة يوحنا المعمدان، يحمل يسوع صفات عبد الرب الذي "حمل آلامنا واحتمل أوجاعنا" (أشعيا 53، 4)، حتى الموت على الصليب. إنه حمل الفصح الحقيقي الذي يغوص في نهر خطيئتنا ليطهّرنا.
أضاف الأب الأقدس يقول: تتكرّر عبارة "حمل" مرات عديدة في العهد الجديد وتشير دائمًا إلى يسوع. يمكن لصورة الحمل هذه أن تدهشنا، في الواقع الحمل حيوان لا يتميّز بالقوة والصلابة لكنه يحمل على كتفيه ثقلاً كبيرًا. وثقل الشر الكبير يحمله ويرفعه عنا مخلوق ضعيف وهش، رمز للطاعة والوداعة والحب الذي يصل حتى التضحية بالذات. ماذا يعني للكنيسة ولنا اليوم أن نكون تلاميذًا ليسوع حمل الله؟ تابع البابا فرنسيس يقول، يعني أن نستبدل الشرّ بالبراءة، والقوة بالحب، والكبرياء بالتواضع، والامتياز بالخدمة. أن نكون تلاميذًا للحمل يعني أن نعيش كمدينة منفتحة مضيافة ومتضامنة، فنحمل الإنجيل للجميع ونشهد بحياتنا بأن إتباع يسوع يجعلنا أكثر حريّة وفرحًا.
وبعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي قال الأب الأقدس: يُحتفل اليوم باليوم العالمي للمهاجر واللاجئ تحت عنوان: "مهاجرون ولاجئون: نحو مستقبل أفضل". أصدقائي الأعزاء أنتم قريبون من قلب الكنيسة لأن الكنيسة هي شعب يسير نحو ملكوت الله الذي حمله يسوع بيننا. لا تفقدوا الرجاء بعالم أفضل! أتمنى لكم أن تعيشوا بسلام في بلدان تستقبلكم محافظين على قيم ثقافاتكم الأصلية.
إذاعة الفاتيكان