فرح النَعم للأبد: «أضواء
تحت عنوان "فرح النَعم للأبد"، التقى البابا فرنسيس في ساحة القديس بطرس ظهر اليوم الجمعة الموافق تاريخ الرابع عشر من شباط فبراير، عيد القديس فالنتينو، أكثر من عشرين ألفا من المخطوبين الذين يستعدون للزواج، ذلك بمبادرة من المجلس البابوي للعائلة، وفي إطار الاستعداد أيضا للجمعية العامة الاستثنائية الثالثة لسينودس الأساقفة المرتقبة من الخامس وحتى التاسع عشر من تشرين الأول أكتوبر القادم حول موضوع "التحديات الرعوية للعائلة في إطار البشارة بالإنجيل".
ردّ الحبر الأعظم على ثلاثة أسئلة. وقد تمحور السؤال الأول حول الخوف من كلمة "للأبد" وقال البابا إن أشخاصا كثيرين يخشون اتخاذ خيارات نهائية، مدى الحياة، وأشار إلى أن البيت يُبنى معًا، وأضاف: تستعدون للنمو معا، لبناء هذا البيت للعيش معًا وللأبد.
ولا تريدون أن تبنوا هذا البيت على رمل المشاعر التي تتبدّل، إنما على صخرة الحب الحقيقي، الحب الذي يعطيه الله. وأكد البابا أن العائلة تولد من مشروع الحب هذا الذي يريد أن ينمو كما يُبنى البيت، ليكون مكان محبة وعون ورجاء. فكما أن محبة الله مستقرة وللأبد، فهكذا هي المحبة التي تؤسس العائلة، نريدها مستقرة وللأبد. ولا ينبغي بالتالي أن تتغلب علينا "ثقافة المؤقت".
أشار الحبر الأعظم إلى أن هذا الخوف يتم الاعتناء به كل يوم بالاتكال على الرب يسوع من خلال حياة تصبح مسيرة روحية يومية. فالرب يهبكم الحب، أساس اتحادكم ويجدده كل يوم ويقويه، ويجعله أكبر أيضا عندما تنمو العائلة مع الأبناء. وشدد البابا هكذا على أهمية الصلاة في هذه المسيرة سائلين الله أن يضاعف حبكم. فمن خلال الاتكال الدائم على يسوع، يصبح حبّكم أكثر فأكثر للأبد، وقادرا على تخطي كل صعوبة.
أما السؤال الثاني فتمحور حول "الحياة الزوجية" وقد أكد البابا فرنسيس أن العيش معًا فنّ ومسيرة صبورة، جميلة وجذابة. ولهذه المسيرة قواعد يمكن اختصارها بثلاث كلمات "من فضلك، شكرًا وعفوا". وأضاف الحبر الأعظم يقول إن اللطف يحافظ على الحب. ففي عالم اليوم المطبوع غالبا بالعنف والعجرفة، هناك حاجة ماسة للطف.
وأشار بعدها إلى أن كلمة "شكرا" تعبّر عن شعور كبير، وتوقف بهذا الصدد عند إنجيل القديس لوقا حول شفاء عشرة برص، عاد منهم واحد فقط ليشكر يسوع. وأكد البابا أهمية كلمة "شكرا" للمضي قدما ومعا، ليتحدث بعدها عن كلمة "عفوا" قائلا: لنتعلم أن نقرّ بأخطائنا ونطلب العفو. إن يسوع الذي يعرفنا جيدا يعلّمنا سرا: لا ينبغي أن يمضي نهار بدون طلب العفو، وبدون عودة السلام إلى بيتنا، وعائلاتنا. فإذا تعلّمنا ذلك، سيدوم الزواج.
هذا وقد تمحور السؤال الثالث الموجّه للبابا فرنسيس حول "طريقة الاحتفال بالزواج" فأشار لأهمية أن يكون احتفالا حقيقيا، احتفالا مسيحيا، لا دنيويا، وقال إن إنجيل القديس يوحنا يرشدنا للدافع الأكثر عمقا ليوم الفرح هذا من خلال عرس قانا الجليل، وأكد الحبر الأعظم أن حضور الرب هو الذي يجعل زواجكم كاملا وحقيقيا. فحضور الرب يعطي "الخمر الجيّد"، وهو سر الفرح الكامل الذي يدفئ القلب حقا.
إذاعة الفاتيكان