عيد العائلة المقدسة «أضواء

 

 

 

 

تلا البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان. قال الحبر الأعظم: في هذا الأحد الأول بعد عيد الميلاد تدعونا الليتورجية إلى الاحتفال بعيد عائلة الناصرة المقدسة. إن كل مغارة، في الواقع، تُظهر لنا يسوع مع العذراء والقديس يوسف في مغارة بيت لحم. لقد شاء الله أن يولد في كنف عائلة بشرية وأن يكون له أب وأم، مثلنا. ويقدم لنا إنجيل اليوم العائلة المقدسة أثناء لجوئها المؤلم إلى مصر، عندما اختبر يسوع ومريم ويوسف حالة اللجوء المأساوية، المطبوعة بالخوف والقلق.

هذا الواقع الحزين ـ قال البابا ـ يصيب وللأسف ملايين العائلات اليوم، إذ تردنا عبر وسائل الإعلام أنباء عن لاجئين يهربون من الجوع والحرب والخطر بحثا عن الأمن والعيش الكريم لهم ولعائلاتهم. وعندما يجد اللاجئون والمهاجرون العمل في أراض بعيدة لا يُقابلون دائما بحسن الضيافة والاحترام وبتقدير القيم التي يحملونها، فتصطدم تطلعاتهم المشروعة بأوضاع معقدة وبصعوبات يبدو تخطيها مستحيلا أحيانا.

في حين نوجه أنظارنا إلى عائلة الناصرة المقدسة التي أُجبرت على اللجوء (إلى مصر)، نفكر بمآسي المهاجرين واللاجئين ضحايا الرفض والاستغلال والاتجار بالبشر وعبودية العمل. كما نفكر أيضا بالأشخاص المهمشين "المخفيين" داخل العائلات، كالعجزة مثلا الذين يعامَلون أحيانا كعبء ثقيل. أفكر أحيانا بأن كيفية معاملة العجزة والأطفال تشكل مؤشرا على حياة العائلة.

لقد شاء يسوع الانتماء إلى عائلة اختبرت هذه الصعوبات، كي لا يشعر أحد بأن حب الله يستثنيه. وقد أظهر لنا الهروب إلى مصر ـ بسبب تهديدات هيرودس ـ أن الله موجود حيث يكون الإنسان عرضة للخطر وحيث يتألم ويهرب ويختبر الرفض والتهميش. والله موجود أيضا حيث يحلم الإنسان ويأمل بالعودة إلى وطنه بحرية ويختار حياة كريمة له ولأسرته.

بعدها سلط البابا الضوء على البساطة التي ميزت حياة عائلة الناصرة وقال إن مثال هذه الأسرة يساعد عائلاتنا على أن تصبح جماعات محبة ومصالحة يُختبر فيها الغفران والحنان. ولفت إلى أن الكلمات الثلاث التي تشكل ركيزة العائلة هي "من فضلك"، "شكرا" و"عذرا". وإذا ما سادت هذه المبادئ يعم الفرح والسلام وسط العائلة. دعونا نتذكر هذه الكلمات الثلاث، ونكررها معا جميعا. كما أكد الحبر الأعظم أن إعلان الإنجيل يمر عبر العائلات ليشمل كافة نواحي الحياة اليومية.

بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي ذكّر البابا المؤمنين بأن سينودس الأساقفة المقبل ـ الذي بدأ الإعداد له منذ زمن ـ سيتناول موضوع العائلة. ثم أوكل أعمال هذا السينودس إلى شفاعة العائلة المقدسة، مصليا على نية عائلات العالم كافة. كما حيا المؤمنين الذين يتابعون صلاة التبشير الملائكي عبر اتصال مباشر بالصوت والصورة من الناصرة، برشلونة، مدريد ولوريتو.  

صلاة البابا إلى العائلة المقدسة

في ختام كلمته ولمناسبة الاحتفال بعيد العائلة المقدسة تلا الحبر الأعظم صلاة أعدها خصيصا لهذه المناسبة. قال:

يا يسوع، مريم ويوسف

فيكم نتأمل بتألق المحبة الحقيقية

ونتوجه إليكم بثقة.

يا عائلة الناصرة المقدسة،

اجعلي من عائلاتنا أيضا

فسحات للشركة وعليّات للصلاة

ومدارس أصيلة للإنجيل،

وكنائس بيتية صغيرة.

يا عائلة الناصرة المقدسة،

لا تختبرنّ العائلات أبدا بعد اليوم تجربة

العنف والانغلاق والانقسام

وليعرف من جُرح وتعرّض للإساءة

العزاء والشفاء قريبا.

يا عائلة الناصرة المقدسة،

فليوقظ سينودس الأساقفة المقبل لدى الجميع

إدراك قدسية وحرمة وجمال العائلة

ضمن مخطط الله.

يا يسوع، مريم ويوسف

استمعوا إلى تضرعاتنا واستجيبوا لنا!

آمين

إذاعة الفاتيكان