عندما نعبد المال تنفتح الطريق أمام الخطيئة. «أضواء
إختتم قداسة البابا فرنسيس زيارته الرعوية إلى أبرشية كاسانو أليونيو بإقليم كالابريا جنوب إيطاليا، بقداس إلهي ترأسه في ساحة سيباري عصر السبت، الحادي والعشرين من حزيران يونيو، بمشاركة مائتين وخمسين ألف مؤمن، وألقى عظة استهلها بالقول: في عيد جسد الرّبّ، نحتفل بيسوع "الخبز الحيّ الذي نزل من السماء"، خبز الحياة الأبدية، القوة لمسيرتنا.
ففي هذا العيد ـ أضاف الحبر الأعظم ـ تسبّح الكنيسة الرّبّ على عطية الإفخارستيا، مؤكدا أنّ عبادة يسوع في الإفخارستيا والسير معه يرتبطان إرتباطاً وثيقاً بهذا العيد ويطبعان حياة الشعب المسيحي كلها: شعب يعبد الله ويسير معه. فنحن وقبل كل شيء شعب يعبد الله. إننا نعبد الله، الله محبة، الذي وفي يسوع المسيح، بذل ذاته من أجلنا، قدّم ذاته على الصليب ليكفّر عن خطايانا، وبقوة هذه المحبة، قام من الموت وهو حيّ في كنيسته.
تابع البابا عظته قائلا: عندما تُستبدل عبادة الرّبّ بعبادة المال، تنفتح الطريق أمام الخطيئة والمصلحة الشخصية؛ وعندما لا نعبد الله الرّبّ، نصبح عَبَدَة للشرّ، كالذين يعيشون من العنف. إنّ أرضكم الجميلة تعرف علامات هذه الخطيئة وتبعاتها. "الـ ندرانغيتا" (المافيا) هي عبادة الشرّ وإحتقار الخير العام. وينبغي محاربة هذا الشرّ وإبعاده!
وعلى الكنيسة الملتزمة في تربية الضمائر أن تعمل جاهدة على الدوام كي ينتصر الخير. فهذا ما يطلبه منّا شبابنا الذين يحتاجون إلى الرجاء. وللإجابة على هذه المتطلبات، فإنّ الإيمان يساعدنا. إنّ أولئك الذين يتبعون في حياتهم طريق الشرّ هذا، كالمافيا، ليسوا في شركة مع الله: إنهم محرومون!
وأضاف البابا: نحن المسيحيّون نريد أن نعبد فقط يسوع المسيح الحاضر في الإفخارستيا المقدّسة، وذكّر بعدها بكلمات يسوع لتلاميذه في العشاء الأخير ووصيته "أحبوا بعضكم بعضاً كما أنا أحببتكم" وقال إنّ الشعب الذي يعبد الله في الإفخارستيا هو الشعب الذي يسير في المحبة.
واليوم، وكأسقف روما، جئت كي أثبّتكم ليس في الإيمان فقط إنما في المحبة أيضاً، وكي أرافقكم وأشجّعكم في مسيرتكم مع يسوع. كما وعبّر الحبر الأعظم عن قربه من أسقف الأبرشية والكهنة والشمامسة والرعاة وكل المؤمنين الملتزمين بشجاعة في البشارة بالإنجيل وتعزيز مبادرات لصالح الفقراء والمعوزين.
كما شجع البابا فرنسيس الجميع على تقديم شهادة تضامن ملموسة مع الإخوة لاسيّما الأكثر حاجة للعدل والرجاء والحنان، وأشار بعدها لوجود علامات رجاء كثيرة في العائلات والرعايا والجمعيات والحركات الكنسية، وتحدّث عن علامة رجاء ملموسة هي "مشروع بوليكورو" للشباب الراغبين بخلق إمكانيات عمل لهم وللآخرين وقال: أعزّائي الشباب لا تدعوا الرجاء يُسلب منكم! فمن خلال عبادة يسوع في قلبكم والبقاء متحدين معه، ستتمكنون من مواجهة الشرّ والظلم والعنف بقوّة الخير والحق والجمال.
ختم الحبر الأعظم عظته في ساحة سيباري قائلا: إنّ جسد المسيح يجعل منا عائلة واحدة، شعب الله المجتمِع حول يسوع، خبز الحياة. وما قلته للشباب أقوله لكم جميعاً: إذا عبدتم المسيح وسرتم معه، نمت كنيستكم الأبرشية ورعاياكم في الإيمان والمحبة وفرح البشارة بالإنجيل.
إذاعة الفاتيكان