تجد صعوبة في تلاوة صلاة الوردية ؟؟ إليك بعض النصائح !! «أضواء
كم تتردّد هذه العبارة : " أُحبّ الأم السماوية المباركة وأفهم أهمية التفاني ، غير أنني لا أستطيع الى صلاة الوردية سبيلاً، ففي تكرارها ما يفشل إلتزامي بتلاوتها..."
في الواقع ، تكمن مشكلة الكثير من المؤمنين لا بالرغبة الصادقة بتلاوة الوردية إنما في تحويلها إلى صلاة قلبية.
في ما يلي ما قد يساهم في أيجاد طريق يساعد على إكتشاف هذا الكنز الذي تغنّى بمفاعليه أعظم القديسين و القديسات:
- "أنت لست وحدك" :
يحثّ ،المؤيّد الكبير للتكريم المريمي، المتفاني القديس لويس دي مونتفورت، مصلّي الوردية أن يكونوا مدركين لماهية الحضور وقت الصلاة . مونتفورت يذكّرنا بأننا ، عندما نصلي الوردية ، يجب أن نضع أنفسنا في وجود الله وندرك انه جنباً إلى جنب مع الأم المباركة يرمقنا بحب. ويكمل القديس بأننا إذا تلونا الصلاة جيداً، يقوم الملاك الحارس الواقف إلى يميننا بإلتقاط صلاتنا وتقديمها تيجان ليسوع ومريم. فلنتذكر هذا قبل البدء بالصلاة فما نقوم به هو أكثر بكثير من مجرّد تكرار كلمات ورعة!!
- " إنتبه لما تقوله":
يشجع القديس خوسيماريا اسكريفا ، على أن تنطق كل أبانا و سلام بوضوح و دون تسرّع: فالتأني بتلك الكلمات المأخوذة من الكتاب المقدس سوف يساعدنا على أن نعبّر عن حبنا بشكل أفضل ليسوع و مريم .
فعند صلاة الوردية ، يكون من السهل الوقوع في فخ التسرع والتمتمة السريعة... أما المبتدئين : فليس من الضروري أن يتلوا لدفعة واحدة كامل الوردية ؛ قد يكون من الأفضل أن نبدأ بتلاوة بيت واحد أو اثنين فقط .
الحديث هنا عن إزالة الضغط! فكم تُهمل الوردية بسب فشل هذا "الكفاح لإكمالها"... وكم هو مؤسف حين تتحول سبحات الحب الى مجرّد تكرار لكلمات لا يكون همّنا في إطلاقها سوى التعداد لإكتمال الأعداد!! الآن نحن ندرك أنّ الجودة هي أكثر أهمية من الكمية.
- "كنت هناك: وهذا ما حدث"
لا يجب أن ننسى أنّ روعة الوردية تكمن في أننا نمسك بيد الأم السماوية في تجوال بيبلي. كان البابا القديس يوحنا بولس الثاني يوصي بتلاوة الوردية مع قراءة الكتاب المقدس. و قد يفيد أيضاً الإستعانة بكتب صلاة الوردية التي تعرض صوراً و مقاطع من الإنجيل و أيضاً تأملات غنية. وعندما لا يكون ذلك قيد الممكن: فلا يزال بوسعنا أن نذكر عقلياً الأحداث الإنجيلية و نحن نصلي ورديتنا أثناء القيادة أو المشي على سبيل المثال...
ولا يجب أن يغفل عن بالنا أنّ مريم، مثلنا ، اضطرت لتحمل المعاناة و الصعوبات. وكونها أم الله لم يعطها المعرفة الكاملة أبداً . يخبرنا الكتاب المقدس أنّ العذراء شهدت الإرتباك و كثيراً ما إضطرّت إلى التماس الفهم من خلال الصلاة.
وها نحن في الوردية : نفرح ، نحزن وننتصر مع السيدة!! فهي سارت على نفس الطريق التي نمشيها نحن و لكنها وصلت الى خواتيمها المجيدة : لذلك هي خير دليل. عندما نصلي الوردية ، علينا أن نتذكر أن الأمّ السماوية تفهم مشاكلنا وإرتباكنا.
و بواسطة التأمل في أحداث حياتها المنوّرة بإبنها ،وفي خضمّ نضالنا اليومي، يمكننا الحصول على العون الأكيد من شخص هو الآن في المكان الذي نرغب في أن نكون فيه يوماً من الأيام !!
- "تذوق التكرار" :
فلا رتابة في التعبير عن الحب حين يعزف القلب أنشودة عقل مغرم... عندما نتلو الوردية ، نردد لله الثالوث و إلى السيدة العذراء : " أنا أحبك، أحبك ، أحبك." وفي كل مرة، هذا الإيقاع يعني شيئًا مختلفاً ، لأنه في كل بيت ، تتجه أذهاننا إلى صورة جديدة من فصول حبّ المخلّص لنا و مرشدتنا واحدة : سيّدة الوردية!!
- "فكّر": أنّ الوردية هي أكثر من مجرّد سلسلة من الصلوات يجب أن تتلى . بدلاً من ذلك، هي " سلسلة من الأفكار تستوقفنا، نأخذها بعين الإعتبار آملين بتطبيقها في الحياة اليومية. " والتأملات هنا هي بمثابة المفتاح لإطلاق العنان لقوة الوردية.
- وأخيراً "لا تنسى أن تطلب مساعدة الوالدة" فهي خطوة بسيطة ولكن فعّالة!!
في المرة القادمة التي تلتقط حبات المسبحة الخاصة بك ، تأكّد أنك تمسك بيد مريم لتأخذك لزيارة يسوع . لأننا عندما نصلي الوردية ، هذا بالضبط ما يحدث ! يوصينا البابا القديس بيوس العاشر أن نواظب على صلاة الوردية" فهي أجمل الصلوات و أكثرها غنىً في النعم... و إذا كنتم ترغبون في أن يسود السلام في بيوتكم، أتلوا الوردية مع عائلاتكم " .
فهلّم نلتقط سبحة الحب هذه فهي نسيم سماءٍ أقوى من أعاصير العالم.
موقع Zenit