الميلاد مسيرة لملاقاة الربّ «أضواء
"علينا أن نتحضر للميلاد بالصلاة وأعمال المحبة والتسبيح، بقلب منفتح يسمح لنا بلقاء الرب الذي يجدد كل شيء" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان صباح اليوم الاثنين في الأسبوع الأول من زمن المجيء.
استوحى الأب الأقدس عظته من الإنجيل الذي تقدمه لنا الليتورجية اليوم والذي يخبرنا فيه الإنجيلي متى عن قائد المائة الذي جاء إلى يسوع يتوسل إليه بإيمان كبير أن يشفي عبده. قال البابا: نبدأ اليوم مسيرة جديدة، مسيرة كنيسة نحو الميلاد، نسير للقاء الرب لأن الميلاد ليس مجرد عيد زمني أو ذكرى لشيء جميل، الميلاد هو أكثر من هذا: انه مسيرة لملاقاة الرب، الميلاد لقاء ! ونحن نسير للقاء الرب في قلوبنا وحياتنا، إنه لقاء بالله الحي! انه لقاء إيمان!
يخبرنا القديس متى أن يسوع قد أُعجب بقائد المائة وبإيمانه. جاء قائد المائة للقاء الرب يدفعه إيمانه ولذلك لم يلتقي الرب فقط وإنما شعر أيضًا بفرح الرب الذي التقاه. وهذا هو اللقاء الذي نريده! نحن نريد لقاء الإيمان!
تابع البابا فرنسيس يقول مهم أن نلتقي بالله لكن الأهم يكمن في أن نسمح لله بأن يلتقي بنا! فعندما نلتقيه وحدنا، نكون نحن محور اللقاء ولكن عندما نسمح له أن يلتقي بنا، يدخل عندها إلى قلوبنا ويجددنا! هذا هو المجيء وهذا هو معناه الحقيقي، لان المسيح يجدد كل شيء بمجيئه: يجدد القلب والروح، يجدد الحياة والرجاء والمسيرة! نحن في مسيرة إيمان، كإيمان قائد المائة، للقاء الرب ولكي نسمح له بأن يلتقينا، ولذلك علينا أن نفتح قلوبنا!
يجب أن نفتح قلوبنا لنتمكن من لقائه وليقول لنا ما يريده منا والذي غالبًا ما لا يتطابق مع ما أرغب في سماعه! فالرب لديه ما يقوله لي شخصيًا، هو يحدثنا فرديًّا كل بمفرده، لا ككتلة! الرب ينظر إلى كل منا ويلتقيه وجهًا لوجه، وينظر إلينا ويحبنا، وهذا الحب الذي يحمله لنا ليس حبًّا مجرّدًا بل حبًّا ملموسًا! إنه حبٌّ بين شخصين! فالرب ينظر إلينا كأفراد وأشخاص، وعندما نسمح له بأن يلتقينا نحن نسمح له أيضًا بأن يحبنا!
وختم الأب الأقدس عظته بالقول: في مسيرتنا نحو الميلاد ولكي نلتقي بالله نحن بحاجة لنداوم على الصلاة وعلى أعمال المحبة الأخوية، كما وعلينا أن نقترب أكثر من المعوزين وأن نفرح برفع التمجيد والتسبيح للرب!
إذاعة الفاتيكان