المسيحي مدعو ليكون في العالم سراجا موقدا... أنتم ملح الأرض أنتم نور العالم «أضواء

تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر الأحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود من المؤمنين غصت بهم ساحة القديس بطرس، ووجه كلمة استهلها بالقول: في إنجيل هذا الأحد الذي يلي التطويبات، يقول يسوع لتلاميذه "أنتم ملح الأرض... أنتم نور العالم" (متى 5، 13 ـ 14)، وأشار إلى أنها كلمات تذهلنا إذا فكّرنا بالذين توجه إليهم يسوع.

فقد كان التلاميذ صيادي سمك، وأناسا بسطاء ـ أضاف الحبر الأعظم يقول ـ غير أن يسوع نظر إليهم بعيني الله، وأراد أن يقول: إذا كنتم فقراء في الروح، ودعاء، أنقياء القلوب ورحماء... ستصبحون ملح الأرض ونور العالم!

تابع البابا فرنسيس قائلا إننا نحن المعمدين جميعا تلاميذ مرسلون ومدعوون لنصبح في العالم إنجيلا حيًّا: فمن خلال حياة قداسة نعطي "نكهة" للبيئات المتعددة، ونحفظها من الفساد كالملح؛ ونحمل نور المسيح من خلال شهادة المحبة. ولكن، إذا فقد المسيحيون النكهة وانطفأوا، يخسر حضورهم كل فعالية.

ما أجمل هذه الرسالة: أن نعطي النور للعالم ـ مضى الحبر الأعظم قائلا ـ وما أجمل أن نحافظ على النور الذي نلناه من يسوع! فعلى المسيحي أن يحمل النور الذي هو هبة من لدن الله، من يسوع. فإذا أطفأ المسيحي هذا النور، تفقد حياته معناها، ويصبح مسيحيا بالاسم فقط. وتابع البابا متسائلا: كيف تريدون أن تعيشوا؟ كسراج موقد أو منطفئ؟ إن الله هو من يعطينا هذا النور، ونعطيه بدورنا للآخرين. السراج الموقد! هذه هي الدعوة المسيحية.   

وفي كلمته بعد صلاة التبشير الملائكي، ذكّر البابا بالاحتفال في الحادي عشر من شباط فبراير، بعيد العذراء سيدة لورد، وباليوم العالمي للمريض، وقال إنها مناسبة ملائمة لنصلي مع المرضى ومن أجلهم، ونكون قريبين منهم، وأشار إلى أن الرسالة لهذا اليوم العالمي للمريض مستوحاة من كلمات القديس يوحنا: إيمان ومحبة، "فعلينا نحن أيضا أن نبذل نفوسنا في سبيل إخوتنا" (1 يوحنا 3، 16) وأضاف: نستطيع أن نقتدي بتصرف يسوع إزاء المرضى: فالرب يعتني بالجميع، ويتقاسم آلامهم ويفتح القلب على الرجاء.

تابع الحبر الأعظم قائلا: أفكّر بجميع العاملين الصحيين. وأشار لعملهم الثمين، وأكد أن كرامة الإنسان لا تنقص عندما يكون ضعيفا أو محتاجا لمساعدة، وتوجه أيضا إلى العائلات، حيث من الطبيعي الاهتمام بالشخص المريض، غير أن الأوضاع قد تكون صعبة في بعض الأحيان.

وأشار البابا لرسائل يتلقاها من كثيرين، وقال: أودّ اليوم أن أؤكد صلاتي لكل هذه العائلات وأقول لها: لا تخافي من الضعف! فمن خلال التعاون بمحبة نشعر بحضور الله المعزي. وأكد البابا بالتالي أن التصرف المسيحي السخي إزاء المرضى هو ملح الأرض ونور العالم. فلتساعدنا مريم العذراء أن نتصرف على هذا النحو ولتنل السلام والعزاء لجميع المتألمين.

كما وأشار البابا فرنسيس في كلمته بعد صلاة التبشير الملائكي للألعاب الأولمبية الشتوية في سوشي بروسيا، وقال: أوجه تحية للمنظمين وجميع الرياضيين، آملا بأن يكون عيدًا حقيقيا للرياضة والصداقة. ورفع الحبر الأعظم الصلاة من أجل كل المتألمين من الأضرار الناتجة عن الكوارث الطبيعية في بلدان عديدة، وفي روما أيضا، وأشار لأهمية التضامن وحماية الخليقة.

إذاعة الفاتيكان