القداس هو حضور الله الحقيقيّ «أضواء

"علينا أن نعيد اكتشاف معنى ما هو مقدّس، سر الحضور الحقيقي لله في القداس" هذه هي الدعوة التي وجهها قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الاثنين في عظته مترئسًا القداس الإلهي في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان.

 

قال الأب الأقدس: تُحدثنا القراءة الأولى التي تقدمها لنا الليتورجية اليوم من سفر الملوك الأول عن ظهور الله في أيام الملك سليمان: نزل الرب على الهيكل كالغمام وملأه بمجده، فالرب يخاطب شعبه بأشكال متعددة: من خلال الأنبياء والكهنة والكتاب المقدس.

لكنه بظهوره يخاطب الشعب بطريقة أخرى: إنه حضور من نوع آخر وأقرب، دون أية وساطة أخرى، وهذا ما يحصل خلال الذبيحة الإلهية، فهي ليست مجرد عمل اجتماعي صالح، لا بل هي لقاء المؤمنين للصلاة معًا! ففي الليتورجية يحضر الله وحضوره هذا هو حقيقي! وعندما نحتفل بالقداس الإلهي نحن نحتفل بالعشاء الأخير، ونعيشه مرّة أخرى، نعيش آلام وموت الرب الخلاصيَّين.

إنه ظهور لله: فالرب يحضر على المذبح ليقدم ذاته للآب من أجل خلاص العالم. قد نسمع من يقول، أو قد نقول نحن أيضًا: "لا أقدر الآن أن أفعل كذا لأنه عليَّ أن أذهب إلى القداس، أو أن أسمع القداس". لا يمكننا أن نسمع القداس! نحن نشارك في القداس، نشارك في ظهور الله هذا وبسرّ حضوره بيننا.

تابع البابا فرنسيس يقول: القداس الإلهي هو تذكار حقيقي وظهور حقيقيٌّ لله: فالله يقترب منا ليصير معنا ونحن نشارك في سرّ الخلاص. ولكن للأسف إذ غالبًا ما نراقب ساعاتنا خلال القداس ونعد الدقائق: لكن هذا ليس التصرّف الملائم لليتورجية، لأن الليتورجية هي وقت الله وفسحة الله وعلينا أن ندخل فيهما ونعيشهما وألا نراقب ساعاتنا.

الليتورجية هي الدخول في سرّ الله، وأن نسمح للسرّ بأن يحملنا فنقيم فيه. على سبيل المثال، أنا متأكد من أنكم جميعًا تأتون إلى هنا لتدخلوا في السرّ، لكن من المحتمل أن يقول أحدكم: "علي أن أذهب إلى القداس في كابلة بيت القديسة مرتا لأنه يندرج في برنامج زيارتنا السياحيّة إلى روما" لكن القداس ليس مكانًا سياحيًّا. أنتم تأتون جميعًا إلى هنا فنجتمع معًا لندخل في السرّ وهذه هي الليتورجيّة! إنها وقت الله وفسحته، إنها غمام الله الذي يغمرنا جميعًا! والاحتفال بالليتورجية هو الجهوزية للدخول في هذا السرّ!

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول: سيساعدنا أن نطلب من الرب أن يعطينا جميعنا "معنى ما هو مقدّس" ذلك الذي يجعلنا نفهم الفرق بين صلاتنا الشخصيّة والتأمل بكلمة الله والاحتفال بسرّ الافخارستيا. في القداس الإلهي نحن ندخل في سرّ الله في مجده وعظمته كما هو! لنطلب إذًا هذه النعمة، نعمة أن يعلمنا الرب كيف ندخل في سرّ الله!

إذاعة الفاتيكان