الرب يقترب منا دائمًا ويمنحنا الحنان «أضواء

"عندما يقترب يسوع منا يفتح لنا الأبواب ويمنحنا الرجاء" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الثلاثاء في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان وأكّد أنه علينا ألا نخاف من تعزية الرب لنا بل علينا أن نبحث عنها، لأن هذه التعزية تجعلنا نشعر بمحبة الله لنا.

"عَزُّوا! عَزُّوا شَعْبي يَقولُ إِلهُكم" استهل الأب الأقدس عظته انطلاقًا من القراءة الأولى من سفر أشعيا، كتاب عزاء إسرائيل، وقال إن الرب قد اقترب من شعبه ليعزيَه ويعطيه السلام، وهذا العزاء قويٌّ جدًّا لأن الله من خلاله يعيد خلق كلّ شيء من جديد.

تابع البابا فرنسيس يقول: خلق جديد! فالكنيسة لا تتعب من القول بأن هذا الخلق الجديد هو أعظم من الخلق الأول، لأن الرب نفسه هو الذي يعيد هذا الخلق بشكل رائع فيزور شعبه ويمنحه القوة. وقد رافقت فكرة زيارة الرب هذه دائمًا شعب الله خلال مسيرته، وبهذا الصدد نتذكر كلمات يوسف الأخيرة لإخوته: " الله سيفتقدكم فتصعدون عظامي من هنا"، الرب سيزور شعبه وهذا هو رجاء إسرائيل، وسيزوره بهذا العزاء.

أضاف الأب الأقدس يقول إن هذا العزاء يخلق كل شيء من جديد، لا مرة واحدة فقط وإنما مرات عديدة يعيد خلقنا وخلق الكون بأسره. وإعادة الخلق هذه لها بعدين مهمّين. فعندما يقترب الرب فهو يمنحنا الرجاء أوّلاً، ويجدد كل شيء بالرجاء ويفتح لنا الأبواب دائمًا. عندما يقترب الرب منا يفتح لنا الأبواب وبقربه يمنحنا الرجاء، ذلك الرجاء الحقيقي قوة الحياة المسيحيّة. هذا الرجاء هو عطية ونعمة.

عندما ينسى المسيحيّ هذا الرجاء تابع البابا يقول، أو الأسوأ عندما يفقده، تفقد حياته معناها، ويصبح كمن يسير في طريق مسدود. لكن الرب يعزينا ويخلقنا من جديد بالرجاء لنسير إلى الأمام. فالرب يعزي شعبه ويعزينا ويقترب بشكل مميّز من كلّ فرد منا، كما نقرأ في سفر أشعيا: "يَرْعى قَطيعَه كالرَّاعي؛ يَجمَعُ الحُمْلانَ بِذِراعِه، ويَحمِلُها في حِضنِه، ويَستاقُ المُرضِعاتِ رُوَيدًا" هذا هو حنان الله وهو يعزينا بهذا الحنان!

تابع الحبر الأعظم يقول: الله القدير لا يخاف من إظهار الحنان، لا بل صار بنفسه حنانًا، صار طفلاً صغيرًا. ويسوع نفسه يقول لنا في الإنجيل: "وهكذا لا يَشاءُ أَبوكمُ الَّذي في السَّمَواتِ أَن يَهلِكَ واحِدٌ من هَؤلاءِ الصَّغار". كلُّ واحد منا مهم بنظر الله، والله يعطينا ذاته بحنان، فيساعدنا لنسير إلى الأمام ويعطينا الرجاء.

هذا هو عزاء الله وهذا وما فعله يسوع في فترة الأربعين يومًا التي ما بين القيامة والصعود: لقد عزى تلاميذه، اقترب منهم ومنحهم العزاء! هذا ما يفعله الله دائمًا! يقترب منا ويمنحنا الرجاء، يقترب منا بحنان. لنفكر بالحنان الذي منحه للرسل، لمريم المجدلية ولتلميذي عماوس. هكذا هو الرب وهذا هو عزاؤه. ليمنحنا الرب جميعًا نعمة عدم الخوف من عزائه، فننفتح ونطلبها ونبحث عنها لأنها تعزية تعطينا الرجاء وتجعلنا نشعر بمحبة الله لنا.

إذاعة الفاتيكان