لنتعلّم من تصرفات البابا فرنسيس! «متفرقات

 

لنتعلّم من تصرفات البابا فرنسيس!

 

 

 

مأساة جديدة تضرب البحر الأبيض المتوسِّط بعد أيام قليلة من زيارة البابا فرنسيس لمخيّم اللاجئين في جزيرة لسبوس؛ وبالتالي تبقى الهجرة كما قال الأب الأقدس مسألة إنسانية، مبدأ توقّف عنده أيضًا الكاردينال أنطونيو ماريا فيليو رئيس المجلس البابوي لرعوية المهاجرين والمتنقلين في مقابلة أجرتها معه إذاعة الفاتيكان.

 

قال رئيس المجلس البابوي لرعوية المهاجرين والمتنقلين:

 

للأسف يعود مُجدّدًا الاستشهاد إلى البحر الأبيض المتوسِّط، فبعد أن تمّ إغلاق الطريق عبر البلقان عاد تدفّق المهاجرين عبر البحر الأبيض المتوسط، وللأسف في هذا البحر، كما اعتدنا على هذا الواقع المأساوي، لا يصل الجميع إلى وجهتهم، وهذه المأساة الأخيرة تشهد على هذا الأمر أيضًا. ولكن ماذا يمكننا أن نفعل إزاء ما يحصل؟ إنه حزن كبير! يمكننا أن نصلّي آملين أن تستقبلهم أوروبا بسخاء ولكنّهم يموتون في البحر قبل وصولهم. مساكين يتعرضون للاستغلال ويموتون ضحايا مجرمين على هذه الزوارق المُخالفة التي لا ينبغي عليها حتى أن تُبحر فارغة.

 

في ردٍّ على سؤال حول المعنى الأعمق لزيارة البابا فرنسيس إلى لسبوس، قال الكاردينال أنطونيو ماريا فيليو أعتقد أنه عندما يتحرك الأب الأقدس فهو يريد أن يقدّم علامة ملموسة لمن هم في العالم. ماذا تعني هذه الزيارة إلى لسبوس؟ وماذا كانت تعني الزيارة إلى لامبيدوزا؟

 

هذه الزيارة تؤكِّد أن الكنيسة قريبة من المهاجرين واللاجئين وبأنها لا تتركهم أبدًا وحدهم. هذه التصرفات والأعمال تؤثِّر لأن البابا هو القائد الوحيد في العالم الذي بإمكانه أن يفعل هذه الأمور، ومن ثم تُسلِّطُ الضوء أيضًا على ظاهرة الهجرة. كيف نحلُّها؟ هناك جانب آخر سلّط عليه البابا فرنسيس الضوء إذا أكّد أن المهاجرين هم أشخاص قبل أن يكونوا أرقامًا، إنهم وجوه وأسماء وحكايات، وبالتالي ينبغي لهذه الحلول أن تضمن على الدوام الاحترام والكرامة لهؤلاء الأشخاص المُجبرين على الهرب.

 

تابع رئيس المجلس البابوي لرعوية المهاجرين والمتنقلين يقول إن زيارة البابا هذه هي عمل إنساني، وعندما يُطلق الأب الأقدس نداءات ويقوم بهذه التصرُّفات فهو يقوم بها في سبيل الذين يتألمون أي البشريّة المتألّمة. وبالتالي أن تأخذ زيارته هذه وكلماته معنى سياسيٍّ أيضًا فهذا أمر طبيعي.

 

بالطبع أعتقد أن هذه الزيارة في هذه المرحلة بالذات هي علامة واضحة للعالم بأسره ليكون أكثر اهتمامًا بوضع المهاجرين ولكنها أيضًا علامة مباشرة لأوروبا. ففي مخيّم اللاجئين في لسبوس قال البابا فرنسيس إن الوضع محزن جدًّا وطلب بأن يتمّ التعامل مع هذه المأساة التي تشكِّل إحدى الأزمات الإنسانيّة الأكثر خطورة منذ نهاية الحرب العالميّة الثانية.

 

فقبل زيارة البابا إلى لامبيدوزا لم تكن أوروبا مُستعدّة، ولكن وبعد هذه الزيارة بدأت أوروبا تفكِّر أكثر وبشكل ملموس بمشكلة اللاجئين؛ أما الآن ومع لسبوس يصبح الالتزام أكبر لأنها علامة جديدة وأقوى ونأمل أن يسمع من ينبغي عليه أن يسمع!

 

وختم الكاردينال أنطونيو ماريا فيليو رئيس المجلس البابوي لرعوية المهاجرين والمتنقلين مقابلته لإذاعتنا مجيبًا على سؤال حول معنى تصرف الأب الأقدس بإحضاره معه ثلاث عائلات مسلمة وقال لقد أراد البابا أن يُظهر أن المشاكل لا تُحلَّ بكثرة الكلام، الكلمات مهّمة وضروريّة ولكن من الأهميّة بمكان أيضًا أن ينتقل المرء من النظريات إلى العمل، أما في أن تكون العائلات مسلمة أو مسيحية فهذا الأمر ليس مهمًّا في هذه المرحلة.

 

 

إذاعة الفاتيكان.