البابا يستقبل المشاركين في مؤتمر حول الطُبّ التجديدي «متفرقات
استقبل قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الجمعة في قاعة بولس السادس بالفاتيكان المشاركين في مؤتمر حول الطُبّ التجديدي وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال في مسيرة تأمّلكم أنتم تطبّقون مهنيّة ومهارات ذات مستوى عالٍ للبحث عن علاجات ممكنة بدون تجاهل المسائل الأخلاقية والأنتروبولوجية، الاجتماعية والثقافية أضف إلى ذلك المشكلة المعقّدة للحصول على العلاجات من قبل الذين يعانون من أمراض نادرة.
في الواقع غالبًا ما لا ينال هؤلاء المرضى الإهتمام الكافي لأنّه لا يُتوقَّع أي مردود اقتصادي من الاستثمارات التي تصبُّ في صالحهم. في خدمتي ألتقي باستمرار بأشخاص مصابين بأمراض نادرة. في الواقع هذه الأمراض تطال ملايين الأشخاص في العالم وتسبّب الألم والقلق حتى في الذين يعتنون بهم بدء من الأقارب.
يأخذ لقاؤكم قيمة مهمّة في أفق اليوبيل الاستثنائي للرحمة التي هي "الشريعة الأساسية التي تقيم في قلب كلّ شخص عندما ينظر بعينين صادقتين إلى الأخ الذي يلتقيه في مسيرة الحياة". كما ولهو دافع رجاء أن نلاحظ أن هذا المشروع يشمل أشخاصًا ومؤسسات متعدّدة من ثقافات ومجتمعات وديانات مختلفة.
أريد أن أتوقف عند ثلاث نواح للالتزام الذي اتخذه المجلس الحبري للثقافة والمؤسسات المتعلّقة به.
الناحية الأولى هي "الإدراك والبصيرة" وهي أساسيّة ليتم في المجتمع تعزيز نمو التعاطف فلا يبقى أحد غير مبال أمام طلب القريب للمساعدة، حتى عندما يكون مصابًا بمرض نادر.
الكلمة الثانية التي ترافقكم في مسيرتكم هي "بحث"، في معنياها اللذين لا ينفصلان: التربية والبحث العلمي الحقيقي؛ فاليوم أكثر من أي وقت مضى نشعر بهذا الإلحاح التربويّ الذي يضمن تنشئة إنسانيّة ملائمة. وفي هذا الإطار التربوي من الأهميّة بمكان التخطيط لمسارات متعددة الاختصاصات مع الحفاظ على فسحة واسعة للتحضير الإنساني مع إشارة أساسيّة للأخلاقيات. إن البحث في المجال الأكاديمي والصناعي يتطلّب اهتمامًا دائمًا بالمسائل الأخلاقيّة ليكون أداة لحماية الحياة وكرامة الشخص البشري؛ وبالتالي ينبغي أن يوضع البحث والتنشئة في إطار خدمة القيم السامية كالتضامن والسخاء والمجانية واحترام الحياة البشريّة والمحبّة الأخويّة.
أما العبارة الثالثة التي أرغب بالتوقف عندها، فهي "تأمين الحصول على العلاجات". في الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل" أظهرت قيمة التطوّرات البشرية في هذه المرحلة التاريخيّة، لكن بالرغم من ذلك شدّدت بقوّة على ضرورة التصدّي لـ "اقتصاد الإقصاء والظلم" الذي يزرع العديد من الضحايا عندما يسود منطق الربح على قيمة الحياة البشريّة.
لذلك نحن مدعوون لنسلّط الضوء على مشكلة الأمراض النادرة على صعيد عالمي، على الاستثمار في تنشئة ملائمة وتنمية الموارد في سبيل الأبحاث.
وختم البابا كلمته بالقول أشجعكم على تعزيز هذه القيم التي تنتمي إلى مسيرتكم الأكاديمية والثقافية. كونوا خلال هذه السنة اليوبيليّة معاونين أسخياء لرحمة الآب. أرافقكم وأبارككم في مسيرتكم وأسألكم أن تصلّوا من أجلي.
إذاعة الفاتيكان.