9 كانون الثاني تذكار القديس اوستراتيوس «على درب القداسة
هذا كان من تارسيا في ماسيسيا من آسيا الصغرى، ابن والدين تقيَّين غنيَّين أرضعاه لبان التّقوى. ولمّا شبَّ لحق بعمَّيه جيورجيوس وباسيليوس المترهبَين في جبل أولمبوس وحمل نير الرّهبانيّة الثقيل.
وتفانى في خدمة الرّهبان بكلّ تجرّد ونشاط، وكان يمارس أقسى التقشّفات مدّة الخمس والسبعين سنة التي صرفها بالنسك. فأحبّه إخوته الرّهبان واعتبروه جداً، حتّى أرغموه، بعد وفاة رئيسهم، على أن يكون رئيساً عليهم، فقام يهتم بأمورهم الروحيّة والزمنيّة بكلّ غيرة ومحبّة، يعاون كلاً منهم في عمله اليوميّ، ويَصرف ليله في الصّلاة والتأمل.
ولعظم قداسته منحه الله صنع العجائب الكثيرة حتى لُقِّبَ "بصانع العجائب". ولمّا دنت ساعة وفاته، جمع الرّهبان وودَّعهم بخطاب روحيّ مؤثر جدّاً وأوصاهم بالسّعي الدّائم وراء الكمال الذي هو غاية الرهبانيّة. ورقد بالرّبّ في أواسط القرن التاسع. صلاته معنا. آمين.