«لتصيروا أبناء النور» «القوت اليومي
«لتصيروا أبناء النور»
"فَمَن يَسيرُ في الظلامِ لا يَدري إلى أينَ يَذهَب". يا لهذه الجرائم البشعة التي تجعل اليهود يشعرون الآن بالذنب لارتكابها! إنّهم لا يعرفون ماذا يفعلون، ولكن فيما هم يمشون في الظلام، يُخيَّل إليهم أنّهم يسيرون على الدرب المستقيم، بينما يتوهون على طريق خاطئة.
ولهذا السبب، أضاف المخلّص قائلاً: "آمنوا بالنور، ما دام لكم النور". أي بمعنى آخر، بينما لا تزالون تتمتّعون بجزء من الحقيقة في داخلكم، آمنوا بها كي تتمكّنوا من الولادة مرّة أخرى في الحقيقة: "لتصيروا أبناء النور"؛ أي لتصيروا أبنائي. في بداية إنجيله، قال القدّيس يوحنّا إنّهم وُلدوا من الله، أي من الآب؛ أمّا هنا، ومن خلال كلماته، يتبيّن أنّه هو مَن خلقهم، كي يفهمنا أنّ الآب والإبن يؤدّون المهمّة نفسها.
القدّيس أوغسطينُس (354 - 430)