لا تخف يا زكريّا «القوت اليومي
شَكَّ ٱلكاهِن بِبِشارَة المَلاك. اعْتَبَرَ كَلامَهُ كَلاماً بَشَرِيًّا، نَظَرَ إلى ضُعْفِ ٱلطَّبيعَة البَشَرِيَّة، إلى عُقْرِ زَوْجَتِهِ؛ فبحسب التوقيت البشري، اعتبر هذه البشرى مستحيلة. مع أنّه الكاهِن الخَبير بالكُتُب الإلهِيَّة، لَمْ يَثق بوعدك وبقُوَّةِ كَلِمَتِك ٱلفاعِلَة، وَلَمْ يَتْرُكْ للإيمانِ مَجالاً فِعْلِيًّا في حَياتِهِ.
كعادتك أنت تفاجئ! تترك للوقت مداه... تمتحن صبر البشر، تروي قلوبهم يوماً بعد يوم برجاء جديد غير متوقع غريب عن التصوّر البشري.
إنَّ بِرّ زَكَرِيَّا تَوَقَّفَ عِنْدَ الممارَساتِ وٱلشَّعائِرِ ٱلتَّقَوِيَّة، وَ لَمْ يَصِلْ إلى عُمْقِ ٱلإيمان الذي يَمَسُّ الكَيان البَشَرِيّ في الصَّميم. إنَّهُ بِرٌّ لا يَكْفي لاسْتِقْبال الأحْداث الإلهِيَّة، وَلا يَفْتَحُ قَلْب الإنْسانِ على عَمَل الله وَ قُدْرَتِهِ.
هذا ما كانَ يَنْقُصُ زَكَرِيَّا وَ يَنْقُصُ الكَثير مِنَ النَّاس الذينَ يَتَوَهَّمونَ أنَّهُمْ مؤمِنون لأنَّهُمْ يُمارِسونَ الطُّقوس وَالشَّعائِر فَقَطْ. الطقوس والشعائر وغيرها لَيْسَتْ إلاَّ طُرُق وَوَسائِل لِتَغْذِيَة الإيمان وَالتَّعْبير عَنْهُ.
شَكَّ زَكَرِيَّا في كَلامِ ٱلله. وَ نحنُ أيْضاً نَشُكّ، يا ربّ، في مَسيرَتِنا اليَوْمِيَّة، عِنْدَما نَظُنُّ أنَّك لا تَسْتَجيبُ طِلْباتِنا.
بالإيمانِ الحقيقي تحرّرني يا ربّ من خوفي فأدْخُلَ في شَراكَةٍ حقيقية مَعَك، عِنْدَها، يُصْبِحُ كُلُّ شَيءٍ في الحَياة مَجالاً لِتَعْميق خِبْرَة الإيمان وَلاكتشاف وَجهك المُحِبّ وَٱلمُعَزِّي .
كَثيرَةٌ ٱلوُعود في حَياتِي: وَ لَكِنْ هُناكَ وَعْدٌ آخَر يَقولُ لَي أنَّي قادِرٌ على أن أكونَ أكْثَر مِنْ ذلِكَ، أنْ أكونَ أكْثَرَ مِنْ إنْسان. أنْا مَدْعُوٌّ لأنْ أؤْمِنَ بالقادِرعلى أنْ يُصَيِّرَني حُبًّا وَعَطاءً وَقَداسَة على مِثالِ ٱبْنِهِ يَسوع.
أمامَ ٱلصُّعوبات التي تَعْتَرينا ، تدعوني مردّداً: لا تَخَف. لاتخف! فَأنتَ إلهُ ٱلحَياة وَ لا تُريدُ لَنا إلاَّ الحَياة. وَلَو في بَعْضِ ٱلأحْيان نَبتَعِد عَنْك وَ ننساك، فَأنت دائِماً تتَذَكَّرُنا، وَتفاجئنا في أوقات لا ننتَظِرك فيها.
الربّ لا يطلب سوى الثقة، لأنّ ساعته تختلف عن توقيتنا.
هَلْ تؤمِنْ بِوَعْدِ ٱللهِ لَكَ؟
هَلْ أنْتَ مُسْتَعِدٌّ لأنْ تَتَخَطَّى كُلّ ما ٱعْتَدْتَهُ لِتَكونَ إنْساناً يَثِقُ بالله؟