فضائل مريم، مثال الكنيسة «القوت اليومي
لمَّا كانت الكنيسة، بشخص العذراء الكلية الطوبى، قد بلغت الكمال بلا كلف ولا غضن (أفسس5:27 )، فان المؤمنين لا يزالون يجدّون لينعموا في القداسة بإنتصارهم على الخطيئة: لهذا فانّهم يرفعون عيونهم إلى مريم التي تتلألأ مثالاً للفضائل، أمام جماعة المختارين .
وإذا ما فكَّرت الكنيسة بتقوى في مريم وتأملت فيها على ضوء الكلمة المتجسِّد، فانها تُدخلها بكل إحترام وتعمق الى صميم سرّ التجسّد وتتمثل أكثر فأكثر بختنها.
فمريم هي الحاضرة فعلاً في الحميم من تاريخ الخلاص، لتجمع فيها وتعكس بطريقة ما متطلبَّات الايمان العظمى، وإذا ما كانت بالنسبة الى المؤمنين موضوع مديح وتكريم، فانها توجههم الى إبنها وذبيحته، وإلى محبة الآب.
وإن الكنيسة إذ تسعى لتمجيد المسيح، تصير شبيهة بمثالها الأكبر، متقدمة تقدماً مضطرداً في الإيمان، والرجاء، والمحبة، مبتغية الارادة الالهية في كل شيء، ومتممة إياها.
لهذا تنظر الكنيسة في عملها الرسولي بعين الصواب إلى تلك التي ولدت المسيح، الذي حُبل به من الروح القدس، ووُلد من البتول، كي يولد وينمو أيضاً بواسطة الكنيسة في قلوب المؤمنين.
والبتول كانت في حياتها مثالاً لذلك الحبّ الأمومي الذي ينبغي أن ينتعش به كل الذين، وقد إنضموا إلى خدمة رسوليّة في الكنيسة، يعملون على ولادة الناس من الروح.
دستور عقائدي في الكنيسة (الفصل 8 العدد 65 )