غاية كلّ الخيرات «القوت اليومي

 

 

 

هل يمكن للخيرات الدنيويّة أن تكون مأكلاً ومشرباً وفرحاً للنفس؟

 

الجواب بالطبع نعم! وهذه هي غاية كلّ تلك الخيرات، ولكن كيف؟

 

 

عندما تخزّن الخيرات للذات تفسد. الذهبيّ الفمّ يشبّه الخيرات الدنيويّة بذلك "المنّ" الإلهيّ الذي كان الله يرسله كلّ يوم للشعب التائه في البريّة، وكان كلّ إنسان يأكل منه لحاجته.

 

ولمّا طمع البعضُ وأرادوا جمع كميّات منه وتخزينَها وجدوا أنّها كانت تفسد على الفور. المال حين يجمّع ينتن وحين يبدّد ويستخدم بالشكل الحسن يُثمر.

 

يصير المال والغنى وكلّ الخيرات مأكلاً وفرحاً للنفس بشرطَين، أوَّلاً تكون سببًا لبناء جسور من العلاقات الطيبة ولتمتين المحبّة مع الآخرين.

 

المال أقوى سلاح للاتصال بالآخرين ولكن بمحبّة. الغني أقدر من الفقير على الحبّ لو عرف استخدام ماله. لا تحيا النفس من الخيرات، ولكن تحيا على العلاقات الخيِّرة.

 

 

وثانياً، عندما نستخدمها بشكر لله. عندما نتلقى خيرات وافرة علينا أن نشكر واهبها.

 

أليستْ كلّ الخيرات دليلاً على العناية الإلهيّة؟

 

علينا دائمًا أن نحوِّل الخيرات إلى قرابين شكر. لهذا كان الناس في العهد القديم يعبّرون عن شكرهم بتقديم الأبكار من الخيرات ومن الأولاد لله، واهبها؛ وكذلك العُشور من كلّ شيء.

 

في سفر الرؤيا يُوبَّخ ملاكُ اللاذقية لأنَّه غَنِيَ فاستغنى. لا تعود الخيرات طعامًا للنفس عندما تجعلنا نستغني عن الله في خيراته عوض أن نشكُره عليها.

 

 

"الخير" في "الخيرات" هو تحويلها إلى قربان محبّة للقريب وتسبحة لله فتنعم النفس وتستريح.

 

آميــن.

 

المطران بولس يازجي​