رجاء حلول الرّبّ بملء إختبار الرّوح «القوت اليومي

 

هو لا يضع ثقته في أتعابه،

وطريقة حياته،

إلى أن يحصل على الأشياء التي يترجّاها،

أي إلى أن يأتي الرّبّ،

ويحلّ فيه بملء إختبار الرّوح وفاعليّته.

وحينما يتذوّق صلاح الرّبّ ويبتهج بثمار الرّوح،

وحينما يُرفع عنه ستار الظلمة،

ويضيء عليه نور المسيح ويعمل فيه بفرح لا يُنطق به،

فحينئذٍ يشبع ويرضى تمامًا،

إذ يكون حاصلاً على الرّبّ معه في محبّة عظيمة،

كما يفرح التاجر حينما يحصل على الرّبح،

ولكن لا يزال عنده خوف من اللصوص،

لئلا يتكاسل ويضيّع تعبه،

قبل أن يدخل ملكوت السّموات في أورشليم العليا.

لذلك فلنتوسّل إلى الله أن ينزع منّا الإنسان العتيق ويجرِّدنا منه،

ويلبسنا المسيح السّماويّ،

هنا ومن هذه اللحظة الحاضرة،

حتّى إذ نكون في فرح وبهجة،

وإذ نكون منقادين بروحه،

فإنّنا سنكون في هدوء وسلام عظيم.

وإنّ الرّبّ الذي يريد أن يملأنا ويشبعنا بتذوّق الملكوت،

يقول "بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً".

 

 

القدّيس مقاريوس الكبير