«رأَينا الرَّبّ» «القوت اليومي
«رأَينا الرَّبّ»
بينما كانوا مختبئين في منزل، رأى الرُّسل الرَّب يسوع المسيح؛ فقد دخل وكلّ الأبواب موصدة. لكنّ توما الذي كان غائبًا حينها...، أغلق أذنيه وأراد فتح عينيه... فأطلق شكّه، آملاً أن تتحقّق رغبته، وقال:
"لن تتبدّد شكوكي إلا حين أراه. سأضع إصبعي في آثار المسامير، وسأعانق الربّ الذي أحبّه كثيرًا. قد يلومني لقلّة إيماني، لكنّه سوف يملأني بحضوره. أنا الآن غير مؤمن، لكن حين أراه، سأؤمن.
سأؤمن عندما سأعانقه بين يديّ وأتأمّل به. أريد أن أرى هاتين اليدين المثقوبتين اللتين شفتا يدي آدم الشرّيرتين. أريد أن أرى هذا الجنب الذي طرد الموت من جنب الإنسان. أريد أن أكون شاهد الربّ الشخصي، فشهادة الغير لا تكفيني. روايتكم أزعجت قلّة صبري. فالبشرى السارّة التي تحملونها أثارت اضطرابي. لن أُشفى من هذا الألم، إلا إن لمستُ العلاج بيدي."
ظهر الربّ مرّة أخرى وبدّد حزن تلميذه وشكّه في آنٍ واحد. فماذا أقول؟ لم يبدّد شكّه فقط، بل استجاب لتوقّعاته. لقد دخل وكلّ الأبواب موصدة.
الأسقف باسيليوس السلوقيّ (حوالي 468)