الموت أعظم واعظ. «القوت اليومي
الموت أعظم واعظ.
إنّ المقبرة عظة تعلّمنا عظمة الله واحتقار العالم، واحترام جسدنا.
أحسن استعداد للموت هو الحياة بدون خطيئة مميتة والوفاء عن خطايانا الماضية بتوبة صادقة. واستعمال الوقت جيدًا، أعطي لك لأجل هذه الغاية أي للخلاص، والافتكار غالبًا بالموت.
لننم كمسيحيّين متامّلين أنّ النوم هو موت وقتيّ. لنقل صلاة يسوع: "يا أبتاه! بين يديك استودع روحي".
فينا حياتان، حياة الجسد وحياة النفس. فينا موتان موت الجسد وموت النفس. موت الجسد لمّا النفس تفترق عنه. موت النفس لمّا الله يفترق عنها.
الموت نهاية تجاربنا، ينهي هذه العاصفة المقلقة التي تزعج الضمير. في السماء كلّ هذا ينتهي. بالموت أتخلّص أيضًا من الخطيئة. قد هتف أحد أولياء الله لمّا دنت ساعة موته قائلًا: "إذن لم أعد أخطئ".
الموت للصالح سماء مؤكّدة. الحياة هي المنفى. وطننا الحقيقي هو السماء.
ليس لنا ههنا مقرّ دائم.
كثيرون يقولون تعال يا موت ولمّا يأتي يا للهول! القديسون فقط عرفوا كيف يموتون. نستعدّ له سريعًا وجديًا. تقول غدًا، ولو قلتُ لك أعطيك مدينة باريس، تضحك، لأنّ مدينة باريس ما هي لي، وغدًا هل هو لك؟...
عند المرض لا يمكنك أن تكتب كتابًا واحدًا، فكيف يمكنك عند الموت أن تصلح حساباتك. الموت صدى الحياة. يموت الإنسان مثلما يعيش .
من كتابات الأب يعقوب الكبوشي