الله يأتي إليك «القوت اليومي
ردّدَ آباء الكنيسة: "إلهنا إله يأتي". ولقد ردّدتْ، من بعدهم، إليصابات الثالوث، الكرمليّة المتصوّفة، في مستهلّ القرن العشرين: "عندما يصل الله، فهو حاضر من قبل". إنّ الله يبادر فيأتي إليك كما أتى إلى تلميذي عمّاوس ليلة قيامته (لو24/ 13-35): التقاهما في خِضمّ خيبة أملهما، كما التقى التلاميذَ الاثني عشر في فرحهم عندما عادوا من الرسالة.
وهو لم يأت في الماضي عندما تجسّد فحسب، ولن يأتي في آخر الزمان فحسب، بل إنّه يأتي إليك أيضاً، وهو يلتقيك في حاضرك، حيثما أنت، وكيفما أنت، وعلى أيّ حال أنت، فتكتشف أنّكما رفيقا طريق واحد، وتختبر أنّكما صديقان يتحاوران ويتبادلان أطراف الحديث، فتتعرّفان بعضكما إلى بعض، ويكشف الواحد للآخر عمّا في قلبه: أنت ما تعيشه وتخطّط له، وهو ما يفكّر فيه بشأنك؛ أنت تفتح له قلبك بجميع رغباتك ومشاريعك، وهو بقصد محبّته عليك. ومِن ثَمّ، تتنعّمان بعضكما ببعض، في أُلفة وعشرة وحميميّة.
الأب فاضل سيداروس اليسوعي