إحْتِرامُ الشَّخْصِ الإنْساني «القوت اليومي
لِيَعْتَبِرَنَّ كُلُّ إنْسانٍ قريبَهُ، دونَ اسْتِثْناءِ أحَد، "كذاتِهِ الأُخْرى" ؛ لِيَهْتَمَنَّ، قبلَ كُلِّ شَيء، بوجودِهِ
وَبِالوَسائلِ الضَروريَّةِ التي تُمَكِّنُهُ من عَيْشٍ كَريم. وَلِيَحْذَرَنَّ مِنْ أنْ يَتَشَبَّهَ بِذلِكَ الغَنِيِّ الذي لم يَأبَهْ قطُّ
لِلَعازَرَ المِسْكين.
في أيَّامِنا هذِهِ خاصَّةً، علينا واجِبٌ حَتْمِيٌّ يَقْضي بأنْ نَعْتَبِرَ أنْفُسَنا كأقْرِباءَ لِكُلِّ إنْسان، وَأنْ نَخْدُمَهُ
بِانْدِفاعٍ إذا حَضَرَ أمامَنا: لا فَرْقَ إنْ كانَ ذلِكَ الشَيْخَ الذي أعْرَضَ عَنْهُ الجَميع، أمْ كانَ ذلِكَ العامِلَ
الغَريبَ الذي يُلاقي الازْدِراءَ دونَما سَبَب، أمْ كانَ ذلِكَ المَنْفِيَّ أوْ ذلِكَ الولَدَ الذي وُلِدَ سَفَّاحاً فيَتَحَمَّلُ
مَظْلوماً وِقْرَ إثْمٍ لَمْ يَرْتَكِبْهُ، أمْ ذلِكَ الجائِعَ الذي يَنْتَهِرُ ضَميرَنا فيُذَكِّرُنا بكلامِ الرَّبِّ القائل: "إنَّ كُلَّ ما
فَعَلْتُموهُ إلى إخْوَتي هَؤلاءِ الصِغار، فإليَّ أيْضاً فَعَلْتُموه" (متى 25/ 40).
(دستور راعوي حول الكنيسة في عالم اليوم،27)
مِنْ وَثائِقِ المَجْمَعِ المَسْكونيِّ الفاتيكانيّ الثّاني