إحمل صليبكَ واتبعني «القوت اليومي

كان رجلٌ تقيٌّ يقضي أوقاتاً كثيرة في غرفته متأمّلاً كلام يسوع. وخاصّة هذه الكلمات التي تقول "إحمل صليبكَ واتبعني".

ذات مساءٍ، كان يفكّر ويفكّر حتى قرّر أن يخرج حاملاً هذا الصّليب أمام كلّ الناس من شروق الشّمس حتى مغيبها، ليعلمهم بأنّه يحبّ ويؤمن بيسوع غيرَ مبالٍ بما سيقولنه له.

في صباح اليوم التالي، قام بأخذ صليبٍ كبيرٍ وثقيلٍ، كان مركوناً في إحدى زوايا مخزن بيته. حمله على كتفيه وخرج به سائراً في الشّوارع والأزقّة، حيث شاهده جمع كبير من الناس.

وسمع من بعضهم كلمات مهينة، وسمع قهقهات وضحكات واستهزاءات البعض الآخر. وغيرهم ينظرون ولا يدركون ما الذي يفعله هذا الرّجل. لكنه لم يأبه بكلّ هذا، وأصرّ على إكمال مشواره إلى حين غروب الشّمس والعودة إلى البيت.

فجأةً سمع صوتاً يُناديه: "يا رجل.. يا رجل.. هل لك أن تساعدني؟؟".

إستدار الرّجل إلى الجهة التي أتى منها الصّوت، وإذا به يرى إمرأة مسنّة تطلب منه المساعدة في نقل حاجيّاتها إلى شقّتها في الطّابق السّادس لأنّها لا تقوى على ذلك.

أجابها وهو منزعج: "أما ترينني أحمل صليب المسيح الثّقيل؟ هل تطلبين منّي تركَ ما هو ليسوع لأنقل أغراضك الخفيفة هذه إلى شقّتك؟!".

 

في نفس اللّحظة مرّ رجلٌ من جانبه وما أن شاهدَ المرأة المسنّة حتى اتّجه نحوها طالباً منها السّماح له بنقل حاجيّاتها إلى شقتها.

فابتسمت المرأة المسنّة في وجه الرّجل الذي يحمل الصّليب وقالت له: "إذا أردتَ حمل صليب المسيح فاحمل أثقال الآخرين لأنّ المسيح لم يحمل ثقله الشّخصيّ، بل حمل ثقلكَ أنتَ وثقلي عندما سار إلى الجلجثة ليُصلب!".