الثلاثاء من أسبوع الكهنة «الإنجيل
إنجيل اليوم (متى 18/ 1-5).
1 في تِلكَ السّاعة، دَنا التّلاميذُ مِن يسوعَ وقالوا: "مَن هوَ الأعظمُ في ملكوتِ السّماوات؟".
2 فدَعَا يَسوعُ طِفلا ً، وأقامَهُ في وَسَطِهِم،
3 وقالَ: "الحقَّ أقولُ لكُم: إنْ لمْ تَعودوا فتَصيروا مِثل الأطفال، لن تَدخلوا مَلكوتَ السّماوات.
4 فمَن واضَعَ نَفسَهُ مِثلَ هذا الطّفلِ هوَ الأعظَمُ في مَلكوتِ السّماوات.
5 ومَن قبِلَ باسمي طِفلا واحِدًا مِثلَ هذا فقد قبِلني".
أوّلاً قراءتي للنصّ
أُعطِيَ لنصّ إنجيل هذا اليوم العنوانُ التالي "الأعظمُ في ملكوتِ السّماوات"؛ لهُ نصّ موازٍ في مرقس (9/ 33-37)، وآخر في لوقا (9/ 46-48)؛ أنظر شرح هذا النّص في زمن العنصرة الأسبوع الرابع يوم الإثنين.
في الفصل (18) من متّى، يوصي يسوع تلاميذهُ والمؤمنين بِهِ، بِما يجبُ أن يَقوموا بهِ مِن أعمال، ويتّصِفوا بِهِ مِن فضائل؛ لذلك دُعِيَ هذا الفصل "عظة الكنيسة".
سألَ التلاميذُ يسوع: مَن هو الأعظمُ في ملكوتِ السّماوات؟ أجابَهُم يسوع:
هنا، في متّى (18/ 3)، بصورةٍ جذريّة: "إنْ لم تعودوا فتَصيروا مثل الأطفال، فلن تدخلوا ملكوت السّماوات".
وفي يو (3/ 3)، بصورة أكثر جذريّة: "لا أحد يقدر أن يرى ملكوت الله ما لم يولد من جديد".
ويُضيف هنا، إلى ذلك، وَسيلتَين أُخرَيَين، الواحدة شخصيّة: "فمَن واضَعَ نفسَهُ مِثل هذا الطفل هو الأعظم في ملكوت السّماوات"؛ والثانية اجتماعيّة: "ومَن قبِلَ باسمي طفلا واحدًا مثل هذا فقد قبِلَني".
ثانيًا قراءة رعائيّة
الآية (1)
التّلاميذ الذين دنوا مِن يسوع، وسألوه...، هُم أوسع من جماعةِ الرّسل، هم أعضاء الجماعة التي تقرأ إنجيل متّى.
الآية (2)
يمثّل الطفل، هنا، لا البراءة والطّهر، لا الكمال الخلقيّ، ولا الضُّعف؛ بل يمثّل الطفل، هنا، الإنسان الذي لا يستطيع أن يتّكل على نفسِه، فيَستندُ إلى والِدَيه: لا طموحات له، ولا نظرات بعيدة في المستقبل، بل استسلام تامّ.
الآيتان (3-4)
على التّلاميذ أن يبدّلوا نَظرَتَهُم إلى العظمة؛ فعليهم أن يصيروا أطفالًا، لا بِقولِهم (1قور 13/ 11)، بل بالتواضع والخدمة.
الآية (5)
مَن يقبَل طِفلًا، يقبَل يسوع الذي هو الوديع والمتواضع (11/ 29)؛ بعد أن طلب يسوع من تلاميذه أن يصيروا أطفالًا، يعلّمهم هنا ويطلبُ منهم أن يستقبلوا الصّغار في الكنيسة، وأن يُحسِنوا معاملتهم، لكي يَرِثوا الملكوت (25/ 40).
الأب توما مهنّا