الإثنين من أسبوع تقديس وتجديد البيعة «الإنجيل

 

 

إنجيل اليوم (يو 17/ 1-8)

 

 

1 تكلّم يسوع بهذا، ثمّ رفع عينيه إلى السّماء وقال: "يا أبت، قد حانت الساعة! مجّد ابنك ليمجّدك الابن،

 

2 كما أوليته سلطانًا على كلّ بشر، ليهب حياةً أبديّةً لكلّ من وهبتهم له.

 

3 والحياة الأبديّة هي أن يعرفوك أنت الإله الواحد الحقّ، ويعرفوا الذي أرسلته، يسوع المسيح.

 

4 أنا مجّدتك في الأرض، إذ أتممت العمل الذي وكلت إليّ أن أعمله.

 

5 فالآن، يا أبتِ، مجّدني لديك بالمجد الذي كان لي عندك قبل أن يكون العالم.

 

6 أظهرت اسمك للنّاس الذين وهبتهم لي من العالم. كانوا لك، فوهبتهم لي، وقد حفظوا كلمتك.

 

7 والآن عرفوا أنّ كلّ ما وهبته لي هو منك

 

8 لأنّ الكلام الذي وهبته لي قد وهبته لهم، وهم قبلوه، وعرفوا حقًا أنّي من لدنك خرجت، وآمنوا أنّك أنت أرسلتني.

 

 

 

أوّلاً قراءتي للنصّ

 

   1- أُعطيَ نص إنجيل هذا اليوم (1-8) المأخوذ من الفصل (17) من إنجيل يوحنّا، في الترجمة اللّيتورجيّة، العنوان العام التالي "صلاة يسوع الكهنوتيّة"؛ لقد ختم يسوع، بهذه الصلاة، خطابه الوداعي ورسالته الخلاصيّة كلها، فصلّى بكل كيانه، "رافعًا عينيه إلى السماء"، من أجل رسالته (1-8)، ورسالة رسله (9-19)، ومن أجل الذين سيؤمنون على أيديهم (20-26).

 

وها هو، في بدء صلاته هذه، وقبيل وصوله إلى المرحلة الأخيرة من عمله الخلاصيّ، يقول لله الآب: "يا أبتِ، قد حانت الساعة! (ساعة الآلام والموت والقيامة)، "مجّد ابنك ليمجّدك الابن": هكذا، نرانا أمام مجد متبادل بين الآب والابن، بدءًا من الآب، في الأزل ("مجدّني لديك بالمجد الذي كان لي عندك قبل أن يكون العالم")، وفي الزمن الخلاصيّ (أنا مجدّتك في الأرض، أتممت العمل الذي وكلت إليّ أن أعمله).

 

 

   2- كيف يتمجّد الله الآب؟

 

أراد الله الآب، منذ البدء، خلاص الإنسان، فوضع تصميم الخلاص، وحدّد كيفيّة تحقيقه وساعته ؛ كلّم، في هذا الشأن، "الآباء قديمًا في الأنبياء، مرّات كثيرة، وبأنواع شتّى؛ وفي آخر هذه الأيام، كلّمنا، في شأن الخلاص عينه، في الابن (عب1: 1-2)، فأرسله بالجسد، لكي يتمّ على الأرض تصميمه الخلاصي...

 

يتمجّد الله الآب بالابن المتجسّد، في تحقيقه الكامل للتصميم الخلاصي الالهي؛ ويتمجّد الآب أيضًا، بالكنيسة وأعضائها، الذين يتحقق فيهم هذا الخلاص الذي وضعه الآب للعالم، وأظهره الابن في تتميمه له في العالم، والذي لا يزال، في هذه الأزمنة الأخيرة، قيد التحقيق، بالروح القدس، في الكنيسة، وبها، في جميع الشعوب ذوي الإرادة الصالحة.

 

  3- كيف يتمجّد الله الابن؟ يتمجّد الله الابن، في الزمن الخلاصي.

 

 بتتميم العمل الذي أوكل إليه الله الآب أن يعمله (4)؛ وفي ذلك، تعبير عن علاقة حميمة، لا توصف، بينه وبين الآب، أشار إليها يوحنا الإنجيليّ، في كون المسيح  قَبِلَ الذين كانوا للآب، ووهبه إياهم (تلاميذه)، (2و6)؛ وأعطاهم حياة أبديّة (وهي أن يعرفوك أنت الإله الواحد الحق، ويعرفوا الذي أرسلته (3)، ويعرفوا أن كل ما وهبته لي هو منك (7)؛ وأظهر لهم اسم الله الآب، وكلمته التي حفظوها (6)؛ ووهبهم الكلام الذي وهبه إياه، وهم قبلوه، وعرفوا حقًا أنه من لدن الآب خرج، وآمنوا بأن الآب أرسله (8).

 

 

 بالتقيّد "بالساعة التي حانت" تقيدًا حرًا، مريدًا، مطيعًا، محبًا، حتى خشبة العار، عار الصليب، ثم عبر القيامة.

 

 بما سيحصل عليه بعد القيامة، إذ يوليه الله الآب "سلطانًا على كل بشر"، ويجعله "وارثًا لكل شيء، هو الذي، في البدء، به أنشأ العالمين" (عب1: 2)، ويعيد إليه "المجد الذي كان لي عندك، أيها الآب، قبل أن يكون العالم" (5).

 

 

ثانيًا "قراءة رعائيّة"

 

  الخطبة الثالثة ليسوع، بعد العشاء السريّ، هي صلاة يتلوها يسوع من أجل تلاميذه الحاضرين، ومن أجل الذين يؤمنون به لكلامهم؛ في نهاية وداعه لتلاميذه، التفت يسوع إلى الآب، وذكر الرسالة التي كلّفها، وهي أن ينقل الحياة الأبدية إلى العالم (2).

 

طلب يسوع من الآب أن يمجّده، أي أن يوافق على عمله، ويمهره بختمه، فيظهره في ملئه، ويجعل الجميع يرونه على أنه انعكاس حياة الآب؛  وطلب يسوع أيضًا من الآب أن يحفظ التلاميذ من الشرّ، ليظلوا شهود الله في العالم (1-19).

 

 

    الآية (5)

 

سيعود ليسوع، مرورًا في ذلّ الصليب والموت، المجد الذي كان له  هو الابن الأزلي، أو المجد الذي أعدّ له،  منذ البدء، بصفته الكلمة المتجسد؛ بدأ يتجلّى مجد يسوع هذا في عرس قانا الجليل، وفي الآيات التالية التي أجراها، وسيتجلّى في كل بهائه بالقيامة والصعود.

 

 

   الآية (8)

 

هنا ذكر ثلاثة أمور مختصة بالتلاميذ: أعطاهم يسوع التعليم (الكلام)، فقبلوه، وعرفوا الأصل الإلهي ليسوع، وهذا قادهم إلى الحق، فآمنوا "بأنك أنت أرسلتني" (راجع 1: 7، 12؛ 20: 31).

 

 

  شرح عبارات وكلمات

 

أ- حانت الساعة (1)

 

ساعة تدخل الله في موت يسوع وقيامته.

 

ب- مجّد ابنك (1)

 

هذا المجد سيتّم عبر طاعة الابن.

 

 

ج- أظهرت اسمك (6)

 

أي شخصك: الابن أخبرنا عن الآب (1-18) بأقواله وأعماله.

 

 

د- وهبتهم لي (6)

 

هنا، تشديد على مبادرة الله الآب: يسوع اختار الرسل، والآب أعطاه إياهم.

 

 

 

الأب توما مهنّا