لا تَخَفْ! سَتَكونُ بَعدَ اليَومِ لِلبَشَرِ صَيَّاداً «القوت اليومي
سجدَ بطرس بتواضعٍ عند أقدام يسوع.
اعترفَ به ربًّا فقالَ له: "يا ربّ، تباعَدْ عنّي، إنّي رجلٌ خاطئ"، ولستُ أهلاً أن أبقى بِصحبَتِك. تباعَدْ عنّي، لأنّي لستُ سوى إنسان وأنتَ الإله الإنسان. أنا الخاطئ وأنتَ القدّوس، أنا الخادم وأنتَ الربّ. فَلتَفصلْكَ عنّي مسافة، أنا الذي انفصلْتُ عنكَ بهشاشة طبيعتي، وقباحة أخطائي وضعف قدرتي..."
لكن الربّ عزّى بطرس وجعلَه يرى أن اصطياد السمك يعني أنّه سيصبح صيّاد بشر. قالَ له: "لا تَخَفْ"، فَبَدَل أن تَجزعَ، آمِنْ وافرحْ لأنّك أصبحْتَ لصيدٍ أكبر؛ مركبٌ آخر وشِباكٌ أخرى ستُعطى لكَ.
حتّى الآن، كنتَ تصطاد السمك بالشِّباك؛ لكن من الآن وصاعدًا، فبالكلمة ستُبادر البشر. ستَجذبُهم على طريق الخلاص بالعقيدة الحسنة، لأنّكَ مدعوٌّ لخدمة إعلان البشرى.
تُشبهُ كلمةُ الله صنّارة الصيّاد. كما أنّ الصنّارة لا تأخذُ السمكة إلاّ قبل أن تأخذَها السمكة أوّلاً، كذلك كلمة الله لا تأخذُ الإنسانَ للحياة الأبديّة إلاّ بعد أن تكونَ هذه الكلمة قد دخلَتْ روحَه.
من الآن فصاعدًا، ستصطادُ البشر. من الآن فصاعدًا، أيّ بعد ما قد حصلَ، بعد شهادةِ تواضعِكَ، ستكون لك مهمّة اصطياد البشر؛ فإنّ للتواضع قوّة جذبٍ، ولتوجيه الآخرين من المفيد عدم التبجُّح بالسلطة.
لودولف من ساكس
راهب كرتوزيّ في ستراسبورغ