إفتتاح اليوم الثاني من أعمال الجمعية العامة للسينودس «أضواء

ترأس قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الثلاثاء خلال جلسات أعمال الجمعية العامة الثالثة الإستثنائية لسينودس الأساقفة حول العائلة صلاة الصباح في قاعة السينودس في الفاتيكان وللمناسبة ألقى الكاردينال شيبلي لانغلوا رئيس مجلس أساقفة هايتي عظة استهلها بالقول: في هذا اليوم الذي نحتفل به بعيد العذراء سيّدة الوردية، تستمّر أعمالنا في الجمعية العامة للسينودس حول العائلة وكلنا ثقة بشفاعة العذراء الوالدية. فبفضل صلاتها سيأتي الله نفسه ليخلّص عائلاتنا التي تعيش ضحيّة لنقص الحبّ.

تابع الكاردينال لانغلوا يقول: تشكل كلمة الله التي يوجهها لنا النبي إرميا دعوة لنا لنبحث عما يصلح لمجتمعاتنا بينما نحاول أن نحدّد التحديات العديدة التي تواجهها راعوية العائلة في إطار البشارة.

فالله قد أرسل النبي إرميا ليذكر ملك وشعب يهوذا بأن مستقبلهم متوقف على تطبيق الحق والعدالة. يتعلّق الأمر، من جهة، بإحلال العدالة للضعفاء وفقراء مجتمع ذلك الوقت والذين كانوا يُستغلّون: أي الغرباء والأيتام والأرامل، ومن جهة أخرى بأهمية احترام حياة الأبرياء. إنه دفاع من أجل الإندماج الإجتماعي الصحيح لاسيما للأشدّ ضعفًا وفقرًا. إنها دعوة للعمل من أجل بناء عالم أكثر أخوّة حيث يسود السلام.

أضاف رئيس مجلس أساقفة هايتي يقول: تجد هذه الرسالة النبويّة اليوم صداها في عالمنا. بالطبع هذا العالم قد تطوّر جدًّا على مستوى التكنولوجيا ووسائل الإتصال، لكنه لا يزال مطبوعًا بجميع أشكال الظلم التي يتعرّض لها العديد من الشعوب، وهناك عدد لا يُحصى من العائلات التي تتألّم بسبب الفقر والاستغلال والعنف والحرب. وبالتالي ينبغي علينا، في هذه الجمعية العامة حول العائلة، نحن القادمين من بلدان متعددة أن نقول بصوت واحد باسم جميع العائلات وباسم إيماننا أن الظلم الصارخ الذي يعيث في قلب العديد من البلدان كسوريا والعراق، في أفريقيا وهايتي لا يشرّف الكرامة البشريّة.

تابع الكاردينال لانغلوا يقول: يمكن للعالم أن يصبح أهلاً لبشريّتنا صورة الله إن عملنا، من جهتنا ككنيسة ومن خلال راعوية العائلة، في الإيمان والمحبة لإحلال ملكوت الله في العالم. "فبقدر ما يسود الله بيننا تصبح الحياة الاجتماعية مكانًا للأخوّة والعدالة والسلام والكرامة للجميع" (الإرشاد الرسولي فرح الإنجيل عدد 180).وهذا ممكن باسم إيماننا الإيمان الحقيقي الذي – وكما يقول البابا فرنسيس – يحمل في داخله الرغبة العميقة في تغيير العالم ونقل القيم.. (فرح الإنجيل عدد 183).

وختم الكاردينال شيبلي لانغلوا رئيس مجلس أساقفة هايتي عظته مؤكدًا أن المسيح ينتظر اليوم من كنيسته والعائلات إيمانًا حيًّا يعمل في المحبة لاسيما في عالم تواجه فيه العائلات تحديات عديدة غالبًا ما تنتج عن غياب الإيمان والحب وغياب التحضير لقبول العائلة كعطيّة سخية من الله، وسأل الله أن يضيء على الجميع بنور روحه القدوس لكي تنتهي الحروب والظلم والعنف بجميع أشكالها فيصبح جميع الرجال والنساء في المسيح أعضاء عائلة واحدة يكون الله أباها. 

إذاعة الفاتيكان